ولدي ، قال : أما ذنبك ، يا آدم ، فقد غفرناه حين وقعت بذنبك ، وأما ذنب ولدك فمن عرفني ، وآمن بي ، وصدّق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه» [١٠٤٨٣].
أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، وأحمد بن سندي (١) بن الحسن ، قالا : حدّثنا الحسن بن علي القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، أنبأنا إسحاق بن بشر قال : وأخبرني مقاتل ومحمّد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد ابن المسيّب.
أن الله أمر آدم أن يفرّق في النكاح من كل بطن هذا لتلك ، وتلك لهذا ، حتى كان أمر هابيل وقابيل.
قال : وأخبرني مقاتل وابن سمعان عن عطاء ، عن ابن عباس.
قال : وأخبرني أبي أيضا عن غير ابن عباس يبلغان به عبد الله بن سلام.
قال : وحدّثني سعيد بن أبي عروبة يبلغ به كعبا قال : كلّ ذكروا حديث هابيل وقابين وزاد بعضهم على بعض قالوا :
ولدت حواء مع قابين جارية يقال لها لوذا (٢) ، أجمل بنات آدم ، وولد مع هابيل جارية يقال لها إقليميا ، فخطبا إلى أبيهما ، فقال : أنكحتك يا هابيل لوذا ، وقال لقابين. ـ ويقال قابيل : والله أعلم ـ زوّجتك إقليميا ، فقال قابين : ما أرضى بهذه ، أختي أجمل (٣) ، فقال آدم : إنّ الله أمرني أن أفرّق بينكما في النكاح ، فإن كنت لا ترضى فقرّبا قربانا ، فقربانكما سيقضي بينكما ، قال : وكيف يقضي بيننا؟ قال : من يقبل قربانه فهي له.
قال إسحاق : وأما ما زاد فيه (٤) مقاتل : قال آدم لجبريل : يا جبريل أليس تاب الله عليّ؟ قال : بلى ، قال : فما لي لا أسمع خفق أجنحة الملائكة كما كنت أسمعها في الجنّة؟ قال : فانطلق جبريل إلى الله وذلك بغيته (٥) فقالت الملائكة : يا ربّ ما فعل عبدك الذي خلقته بيدك
__________________
(١) في «ز» : سيدي.
(٢) في مروج الذهب : «لويذاء» وفي تفسير القرطبي : ليوذا.
(٣) كذا بالأصل وقيل إن كرهه هذا الأمر ، ورغبته بأخته عن هابيل أنه قال : نحن من ولادة الجنّة وهما من ولادة الأرض فأنا أحق بأختي. (راجع الكامل لابن الأثير ١ / ٥٥).
(٤) كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
(٥) إعجامها ناقص بالأصل وم ، والمثبت عن المختصر ، وفي «ز» : بقينية.