عمان
لما كانت سنة ثمان من الهجرة ، بعث رسول الله صلى الله عليه [وسلم](١) أبا زيد الانصاري ، واسمه فيما ذكر الكلبي ، قيس بن يزيد ابن حزام ، وقال : غيره غير ذلك ، وهو أحد من كان يجمع القرآن على عهد رسول الله عليه السلام الى عمان ، وكان الاغلبيين عليها الازد ، وكان بها من غيرهم بشر كثير في البوادي وبعث عمرو بن العاص السهمي ، الى عبيد ، وجيفر ابني الجلندي (٢) ، بكتاب منه يدعوهما الى الاسلام ، وقال : ان أجاب القوم الى شهادة الحق ، وأطاعوا الله ورسوله فعمرو الامير وابو زيد على الصلاة ، وأخذ شرائع الاسلام على الناس ، فلما قدم أبو زيد وعمرو ، عمان وجدا عبيدا وجيفرا بصحار على ساحل البحر فأوصلا كتاب النبي صلى الله عليه [وسلم](٣) اليهما ، فأسلما ودعوا العرب هناك الى الاسلام فأجابوا اليه ورغبوا فيه ، فلم يزل عمرو وأبو زيد بعمان (٤) ، الى ان قبض رسول الله. ويقال : ان أبا زيد قدم المدينة قبل ذلك. ثم ارتدت الازد ، عند وفاة النبي [عليه السلام](٥) وعليها لقيط (٦) بن مالك ذو التاج ، وانحازت الى دبا (٧) فوجه أبو بكر اليهم حذيفة بن
__________________
(١) الاضافة من : س ، ت.
(٢) في س : وحيفرا بني الجلندي.
(٣) الاضافة من : ت ، س.
(٤) في س : لعمان.
(٥) ليست في س ، ت.
(٦) في س : القيط.
(٧) في س : رما. ويقول بعضهم دما في دبا.