الخيل أو النجوم. ورتب جميع الأوصاف على كل واحد من الثلاثة ، فقال : أقسم سبحانه بطوائف الملائكة التي هي تنزع الأرواح من الأجساد ، وبالطوائف التي تنشطها ، أي تخرجها من نشط الدلو من البئر إذا أخرجها ، وبالطوائف التي تسبح في مضيها ، أي تسرع فتسبق إلى ما أمروا به فتدبر أمرا من أمور العباد مما يصلحهم في دينهم أو دنياهم ؛ كما رسم لهم غرقا ، أي إغراقا في النزع ، أي تنزعها من أقاصي الأجساد من أناملها وأظفارها. أو أقسم بخيل الغزاة التي تنزع في أعنتها إلى آخر ما نقلناه ؛ ثم قال : من قولك : ثور ناشط ، إذا خرج من بلد إلى بلد ، والتي تسبح في جريتها فتسبق إلى الغاية فتدبر أمر الغلبة والظفر ، وإسناد التدبير إليها لأنها من أسبابه. أو أقسم بالنجوم التي تنزع من المشرق إلى المغرب ، وإغراقها في النزع أن تقطع الفلك كله حتى تنحط من أقصى المغرب ، والتي تخرج من برج إلى برج ، والتي تسبح في الفلك من السيارة فتسبق فتدبر أمرا في علم الحساب.
وقيل : النازعات : أيدي الغزاة أو أنفسهم تنزع القسي بإغراق السهام والتي تنشط الإرهاق. انتهى. والذي يظهر أن ما عطف بالفاء هو من وصف المقسم به قبل الفاء ، وأن المعطوف بالواو هو مغاير لما قبله ، كما قرّرناه في المرسلات ، على أنه يحتمل أن يكون المعطوف بالواو من عطف الصفات بعضها على بعض. والمختار في جواب القسم أن يكون محذوفا وتقديره : لتبعثن لدلالة ما بعده عليه ، قاله الفراء. وقال محمد بن عليّ الحكيم الترمذي : الجواب : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى) ، والمعنى فيما اقتصصت من ذكر يوم القيامة وذكر موسى عليهالسلام وفرعون. قال ابن الأنباري : وهذا قبيح لأن الكلام قد طال. وقيل : الكلام التي تلقى بها القسم محذوفة من قوله : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) ، أي ليوم كذا ، (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) ، ولم تدخل نون التوكيد لأنه قد فصل بين اللام المقدرة والفعل ؛ وقول أبي حاتم هو على التقديم والتأخير ، كأنه قال : (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ). (وَالنَّازِعاتِ) ، قال ابن الأنباري : خطأ لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام. وقيل : التقدير : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) ، (وَالنَّازِعاتِ) على التقديم والتأخير أيضا وليس بشيء. وقيل : الجواب : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) ، لأنه في تقدير قد أتاك وليس بشيء ، وهذا كله إعراب من لم يحكم العربية ، وحذف الجواب هو الوجه ، ويقرب القول بحذف اللام من (يَوْمَ تَرْجُفُ). قال ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد : هما الصيحتان ، أي النفختان ، الأولى تميت كل شيء ، وفي الثانية تحيي. وقال مجاهد أيضا : الواجفة :