الزلزلة ، والرادفة : الصيحة. وقال ابن زيد : الواجفة : الأرض ، والرادفة : الساعة ، والعامل في يوم اذكر مضمرة ، أو لتبعثن المحذوف ؛ واليوم متسع تقع فيه النفختان ، وهم يبعثون في بعض ذلك اليوم المتسع ، وتتبعها حال. قيل : أو مستأنف. واجفة : مضطربة ، ووجيف القلب يكون من الفزع ويكون من الإشفاق ، ومنه قول قيس بن الخطيم :
إن بني حجبا وأسرتهم |
|
أكبادنا من ورائهم تجف |
(قُلُوبٌ) : مبتدأ ، (واجِفَةٌ) : صفة تعمل في (يَوْمَئِذٍ) ، (أَبْصارُها) : أي أبصار أصحاب القلوب ، (خاشِعَةٌ) : مبتدأ وخبر في موضع خبر (قُلُوبٌ). وقال ابن عطية : رفع قلوب بالابتداء ، وجاز ذلك ، وهي نكرة لأنها قد تخصصت بقوله : (يَوْمَئِذٍ). انتهى. ولا تتخصص الأجرام بظروف الزمان ، وإنما تخصصت بقوله : (واجِفَةٌ). (يَقُولُونَ) : حكاية حالهم في الدنيا ، والمعنى : هم الذين يقولون. و (الْحافِرَةِ) ، قال مجاهد : فاعلة بمعنى مفعولة. وقيل : على النسب ، أي ذات حفر ، والمراد القبور ، أي لمردودون أحياء في قبورنا. وقال زيد بن أسلم : الحافرة : النار. وقيل : جمع حافرة بمعنى القدم ، أي أحياء نمشي على أقدامنا ونطأ بها الأرض. وقال ابن عباس : الحياة الثانية هي أول الأمر ، وتقول التجار : النقد في الحافرة ، أي في ابتداء السوم. وقال الشاعر :
آليت لا أنساكم فاعلموا |
|
حتى ترد الناس في الحافرة |
وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة : في الحفرة بغير ألف ؛ والجمهور : بالألف. وقيل : هما بمعنى واحد. وقيل : هي الأرض المنتنة المتغيرة بأجساد موتاها ، من قولهم : حفرت أسنانه إذا تأكلت وتغيرت. وقرأ عمر وأبي وعبد الله وابن الزبير وابن عباس ومسروق ومجاهد والإخوان وأبو بكر : ناخرة بألف ؛ وأبو رجاء والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة والسلمي وابن جبير والنخعي وقتادة وابن وثاب وأيوب وأهل مكة وشبل وباقي السبعة : بغير ألف. (قالُوا تِلْكَ إِذاً) : أي الردة إلى الحافرة إن رددنا ، (كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) : أي قالوا ذلك لتكذيبهم بالغيب ، أي لو كان هذا حقا ، لكانت ردتنا خاسرة ، إذ هي إلى النار. وقال الحسن : خاسرة : كاذبة ، أي ليست بكافية ، وهذا القول منهم استهزاء. وروي أن بعض صناديد قريش قال ذلك. (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) لما تقدم. (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ) : تضمن قولهم استبعاد النشأة الثانية واستضعاف أمرها ، فجاء قوله : (فَإِنَّما) مراعاة لما دل عليه استبعادهم ، فكأنه قيل : ليس بصعب ما تقولون ، فإنما هي نفخة واحدة ، فإذا هم منشورون أحياء على وجه الأرض. قال ابن عباس : الساهرة أرض من فضة يخلقها الله