لا يمكنهم الغيبة ، كقوله : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (١). وقيل : إنهم مشاهدوها في البرزخ. لما أخبر عن صليهم يوم القيامة ، أخبر بانتفاء غيبتهم عنها قبل الصلي ، أي يرون مقاعدهم من النار.
(وَما أَدْراكَ) : تعظيم لهول ذلك اليوم. وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى وابن جندب وابن كثير وأبو عمرو : (يَوْمَ لا تَمْلِكُ) برفع الميم ، أي هو يوم ، وأجاز الزمخشري فيه أن يكون بدلا مما قبله. وقرأ محبوب عن أبي عمرو : يوم لا تملك على التنكير منونا مرفوعا فكه عن الإضافة وارتفاعه على هو يوم ، ولا تملك جملة في موضع الصفة ، والعائد محذوف ، أي لا تملك فيه. وقرأ زيد بن علي والحسن وأبو جعفر وشيبة والأعرج وباقي السبعة : يوم بالفتح على الظرف ، فعند البصريين هي حركة إعراب ، وعند الكوفيين يجوز أن تكون حركة بناء ، وهو على التقديرين في موضع رفع خبر المحذوف تقديره : الجزاء يوم لا تملك ، أو في موضع نصب على الظرف ، أي يدانون يوم لا تملك ، أو على أنه مفعول به ، أي اذكر يوم لا تملك. ويجوز على رأي من يجيز بناءه أن يكون في موضع رفع خبر المبتدأ محذوف تقديره : هو. (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً) : عام كقوله : (فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا) (٢). وقال مقاتل : لنفس كافرة شيئا من المنفعة. (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) ، قال قتادة : وكذلك هو اليوم ، لكنه هناك لا يدعي أحد منازعة ، ولا يمكن هو أحدا مما كان ملكه في الدنيا.
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٦٧.
(٢) سورة سبأ : ٣٤ / ٤٢.