تتصدع بالغمام ، وقاله الفراء والزجاج. وقيل : تنشق لهول يوم القيامة ، كقوله : (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) (١). وقرأ الجمهور : بسكون تاء انشقت وما بعدها وصلا ووقفا.
وقرأ عبيد بن عقيل ، عن أبي عمرو : بإشمام الكسر وقفا بعد ما لم تختلف في الوصل إسكانا. قال صاحب اللوامح : فهذا من التغييرات التي تلحق الروي في القوافي ، وفي هذا الإشمام بيان أن هذه التاء من علامة ترتيب الفعل للإناث ، وليست مما تنقلب في الأسماء ، فصار ذلك فارقا بين الاسم والفعل فيمن وقف على ما في الأسماء بالتاء ، وذلك لغة طيىء ؛ وقد حمل في المصاحف بعض التاءات على ذلك ، انتهى. وقال ابن خالويه : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) بكسر التاء ، عبيد عن أبي عمرو. وقال ابن عطية ، وقرأ أبو عمرو : (انْشَقَّتْ) ، يقف على التاء كأنه يشمها شيئا من الجر ، وكذلك في أخواتها. قال أبو حاتم : سمعت أعرابيا فصيحا في بلاد قيس يكسر هذه التاءات ، وهي لغة. انتهى. وذلك أن الفواصل قد تجري مجرى القوافي. فكما أن هذه التاء تكسر في القوافي ، تكسر في الفواصل ؛ ومثال كسرها في القوافي قول كثير عزة :
وما أنا بالداعي لعزة بالردى |
|
ولا شامت أن نعل عزة زلت |
وكذلك باقي القصيدة. وإجراء الفواصل في الوقف مجرى القوافي مهيع معروف ، كقوله تعالى : (الظُّنُونَا) (٢) ، و (الرَّسُولَا) (٣) في سورة الأحزاب. وحمل الوصف على حالة الوقف أيضا موجود في الفواصل. (وَأَذِنَتْ) : أي استمعت وسمعت أمره ونهيه ، وفي الحديث : «ما أذن الله بشيء إذنه لنبي يتغنى بالقرآن». وقال الشاعر :
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به |
|
وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا |
وقال قعنب :
إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحا |
|
وما هم أذنوا من صالح دفنوا |
وقال الحجاف بن حكيم :
أذنت لكم لما سمعت هريركم
وأذنها : انقيادها لله تعالى حين أراد انشقاقها ، فعل المطيع إذا ورد عليه أمر المطاع أنصت وانقاد ، كقوله تعالى : (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (٤). (وَحُقَّتْ) ، قال ابن عباس ومجاهد
__________________
(١) سورة الحاقة : ٦٩ / ١٦.
(٢) سورة الأحزاب : ٣٣ / ١٠.
(٣) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٦٦.
(٤) سورة فصلت : ٤١ / ١١.