وفي الحي أحوى ينفض المرد شادن |
|
مظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد |
وفي الصحاح : الحوة : سمرة ، وقال الأعلم : لون يضرب إلى السواد ، وقال أيضا : الشديد الخضرة التي تضرب إلى السواد.
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى ، وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى ، فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى ، سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى ، إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى ، وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى ، فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى ، سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى ، وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ، الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى ، ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ، بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى ، إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى ، صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى).
هذه السورة مكية. ولما ذكر فيما قبلها (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ) (١) ، كأن قائلا قال : من خلقه على هذا المثال؟ فقيل : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ). وأيضا لما قال : (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) (٢) ، قيل : هو (سَنُقْرِئُكَ) ، أي ذلك القول الفصل.
(سَبِّحِ) : نزّه عن النقائص ، (اسْمَ رَبِّكَ) : الظاهر أن التنزيه يقع على الاسم ، أي نزهه عن أن يسمى به صنم أو وثن فيقال له رب أو إله ، وإذا كان قد أمر بتنزيهه اللفظ أن يطلق على غيره فهو أبلغ ، وتنزيه الذات أحرى. وقيل : الاسم هنا بمعنى المسمى. وقيل : معناه نزّه اسم الله عن أن تذكره إلا وأنت خاشع. وقال ابن عباس : المعنى صلّ باسم ربك الأعلى ، كما تقول : ابدأ باسم ربك ، وحذف حرف الجر. وقيل : لما نزل (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٣) ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اجعلوها في ركوعكم». فلما نزل : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ، قال : «اجعلوها في سجودكم». وكانوا يقولون في الركوع : اللهم لك ركعت ، وفي السجود : اللهم لك سجدت. قالوا : (الْأَعْلَى) يصح أن يكون صفة لربك ، وأن يكون صفة لاسم فيكون منصوبا ، وهذا الوجه لا يصح أن يعرب (الَّذِي خَلَقَ) صفة لربك ، فيكون في موضع جر لأنه قد حالت بينه وبين الموصوف صفة لغيره. لو قلت : رأيت غلام هند العاقل الحسنة ، لم يجز ؛ بل لا بد أن تأتي بصفة هند ، ثم تأتي بصفة الغلام فتقول : رأيت غلام هند الحسنة العاقل. فإن لم يجعل الذي صفة لربك ، بل ترفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أو تنصبه على المدح ، جاز أن يكون الأعلى صفة لاسم.
__________________
(١) سورة الطارق : ٨٦ / ٥.
(٢) سورة الطارق : ٨٦ / ١٣.
(٣) سورة الواقعة : ٥٦ / ٧٤.