يؤذي. وقرأ الجمهور : (تَقْهَرْ) بالقاف ؛ وابن مسعود وإبراهيم التيمي : بالكاف بدل القاف ، وهي لغة بمعنى قراءة الجمهور. (وَأَمَّا السَّائِلَ) : ظاهره المستعطي ، (فَلا تَنْهَرْ) : أي تزجره ، لكن أعطه أو رده ردا جميلا. وقال قتادة : لا تغلظ عليه ، وهذه في مقابلة (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) ؛ فالسائل ، كما قلنا : المستعطي ، وقاله الفراء وجماعة. وقال أبو الدرداء والحسن وغيرهما : السائل هنا : السائل عن العلم والدين ، لا سائل المال ، فيكون بإزاء (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى).
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ، قال مجاهد والكلبي : معناه بث القرآن وبلغ ما أرسلت به. وقال محمد بن إسحاق : هي النبوة. وقال آخرون : هي عموم في جميع النعم. وقال الزمخشري : التحديث بالنعم : شكرها وإشاعتها ، يريد ما ذكره من نعمة الإيواء والهداية والإغناء وما عدا ذلك ، انتهى. ويظهر أنه لما تقدم ذكر الامتنان عليه بذكر الثلاثة ، أمره بثلاثة : فذكر اليتيم أولا وهي البداية ، ثم ذكر السائل ثانيا وهو العائل ، وكان أشرف ما امتن به عليه هي الهداية ، فترقى من هذين إلى الأشرف وجعله مقطع السورة ، وإنما وسط ذلك عند ذكر الثلاثة ، لأنه بعد اليتيم هو زمان التكليف ، وهو عليه الصلاة والسلام معصوم من اقتراف ما لا يرضي الله عزوجل في القول والفعل والعقيدة ، فكان ذكر الامتنان بذلك على حسب الواقع بعد اليتيم وحالة التكليف ، وفي الآخر ترقى إلى الأشرف ، فهما مقصدان في الخطاب.