يخرجن من مستطار النقع دامية |
|
كأن آذانها أطراق أقلام |
وقال ابن رواحة :
عدمت بنيتي إن لم تروها |
|
تثير النقع من كنفي كداء |
وقال أبو عبيدة : النقع : رفع الصوت ، ومنه قول لبيد :
فمتى ينقع صراخ صادق |
|
تحلبوها ذات حرس وزجل |
الكنود : الكفور للنعمة ، قال الشاعر :
كنود لنعماء الرجال ومن يكن |
|
كنودا لنعماء الرجال يبعد |
وعن ابن عباس : الكنود ، بلسان كندة وحضر موت : العاصي ؛ وبلسان ربيعة ومضر : الكفور ؛ وبلسان كنانة : البخيل السيّء الملكة ، وقاله مقاتل. وقال الكلبي مثله إلا أنه قال : وبلسان بني مالك : البخيل ، ولم يذكر وحضر موت ، ويقال : كند النعمة كنودا. وقال أبو زبيد في البخيل :
إن تفتني فلم أطب عنك نفسا |
|
غير أني أمني بدهر كنود |
حصل الشيء : جمعه ، وقيل : ميزه من غيره ، ومنه قيل للمنحل : المحصل ، وحصل الشيء : ظهر واستبان.
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ، فَالْمُورِياتِ قَدْحاً ، فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ، فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ، إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ، وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ، أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ ، وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ ، إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ).
هذه السورة مكية في قول ابن مسعود وجابر والحسن وعكرمة وعطاء ، مدنية في قول ابن عباس وأنس وقتادة. لما ذكر فيما قبلها ما يقتضي تهديدا ووعيدا بيوم القيامة ، بتعنيف لمن لا يستعد لذلك اليوم ، ومن آثر أمر دنياه على أمر آخرته. والجمهور من أهل التفسير واللغة على أن العاديات هنا الخيل ، تعدو في سبيل الله وتضبح حالة عدوها ، وقال عنترة :
والخيل تكدح حين تضبح |
|
في حياض الموت ضبحا |
وقال أبو عبد الله وعلي وإبراهيم والسدي ومحمد بن كعب وعبيد بن عمير : العاديات : الإبل. أقسم بها حين تعدو من عرفة ومن المزدلفة إذا دفع الحاج. وبأهل غزوة بدر لم يكن فيها غير فرسين ، فرس للزبير وفرس للمقداد ، وبهذا حج عليّ رضياللهعنه