وعن ابن عباس ، أن اليهود قالوا : يا محمد صف لنا ربك وانسبه ، فنزلت. وعن أبي العالية ، قال قادة الأحزاب : انسب لنا ربك ، فنزلت. فإن صح هذا السبب ، كان هو ضميرا عائدا على الرب ، أي (قُلْ هُوَ اللهُ) أي ربي الله ، ويكون مبتدأ وخبرا ، وأحد خبر ثان. وقال الزمخشري : وأحد بدل من قوله : (اللهُ) ، أو على هو أحد ، انتهى. وإن لم يصح السبب ، فهو ضمير الأمر ، والشان مبتدأ ، والجملة بعده مبتدأ وخبر في موضع خبر هو ، وأحد بمعنى واحد ، أي فرد من جميع جهات الوحدانية ، أي في ذاته وصفاته لا يتجزأ. وهمزة أحد هذا بدل من واو ، وإبدال الهمزة مفتوحة من الواو قليل ، من ذلك امرأة إناة ، يريدون وناة ، لأنه من الوني وهو الفتور ، كما أن أحدا من الوحدة. وقال ثعلب : بين واحد وأحد فرق ، الواحد يدخله العدد والجمع والاثنان ، والأحد لا يدخله. يقال : الله أحد ، ولا يقال : زيد أحد ، لأن الله خصوصية له الأحد ، وزيد تكون منه حالات ، انتهى. وما ذكر من أن أحدا لا يدخله ما ذكر منقوض بالعدد. وقرأ أبان بن عثمان ، وزيد بن علي ، ونصر بن عاصم ، وابن سيرين ، والحسن ، وابن أبي إسحاق ، وأبو السمال ، وأبو عمرو في رواية يونس ، ومحبوب ، والأصمعي ، واللؤلؤي ، وعبيد ، وهارون عنه : (أَحَدٌ ، اللهُ) بحذف التنوين لالتقائه مع لام التعريف وهو موجود في كلام العرب وأكثر ما يوجد في الشعر نحو قوله :
ولا ذاكرا الله إلا قليلا
ونحو قوله :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه
(اللهُ الصَّمَدُ) : مبتدأ وخبر ، والأفصح أن تكون هذه جملا مستقلة بالأخبار على سبيل الاستئناف ، كما تقول : زيد العالم زيد الشجاع. وقيل : الصمد صفة ، والخبر في الجملة بعده ، وتقدم شرح الصمد في المفردات. وقال الشعبي ، ويمان بن رياب : هو الذي لا يأكل ولا يشرب. وقال أبيّ بن كعب : يفسره ما بعده ، وهو قوله : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ). وقال الحسن : الصمد : المصمت الذي لا جوف له ، ومنه قوله :
شهاب حروب لا تزال جياده |
|
عوابس يعلكن الشكيم المصمدا |
وفي كتاب التحرير أقوال غير هذه لا تساعد عليها اللغة. وقال ابن الأنباري : لا خلاف بين أهل اللغة أن الصمد هو السيد الذي ليس فوقه أحد ، الذي يصمد إليه الناس