جميل ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن دينار (١) ، عن زيد بن أسلم قال :
أغمي على المسور بن مخرمة ثم أفاق فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسول الله ، أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، عبد الرّحمن بن عوف في الرفيق الأعلى (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)(٢) ، عبد الملك والحجّاج يجران أمعاءهما في النار.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد ابن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب قال :
كان المسور بن مخرمة ممن يلزم عمر بن الخطّاب ، قتل بمكة أيام ابن الزبير ، أصابه حجر منجنيق ، فمات في ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه قال :
حضرنا غسل المسور وبنوه حضور قال : فولي ابن الزبير غسله ، فغسله الغسلة الأولى بالماء القراح ، والثانية بالماء والسدر ، والثالثة بالماء والكافور ، ووضّأه بعد أن فرغ من غسله ومضمضه وأنشقه ، ثم كفنه في ثلاثة أثواب ، أحدهما حبرة ، قال : فرأيت ابن الزبير حمله بين العمودين فما فارقه حتى صلّى عليه بالحجون وإنّا لنطأ به القتلى وأهل الشام ، وصلّوا عليه معنا ، ونهانا ابن الزبير يومئذ نحمل معه مجمرة ، ثم انتهينا إلى قبره ، فنزل بنوه في قبره ، وابن الزبير يسلّه من قبل رجلي القبر.
قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور قالت : ولد المسور بمكة بعد الهجرة بسنتين ، وتوفي بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى مكة لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين (٣) ، والمسور يومئذ ابن اثنتين وستين سنة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد
__________________
(١) مكانها بياض في «ز».
(٢) سورة النساء ، الآية : ٦٩.
(٣) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٤٨ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٩٤.