.................................................................................................
______________________________________________________
ـ أحق هي؟ قال : سبحان الله أما تقرأ كتاب الله : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) ، فقال أبو حنيفة : والله لكأنها آية لم أقرأها قط) (١) ، وفي خبر أبي مريم عن أبي عبد الله عليهالسلام (المتعة نزل بها القرآن وجرت بها السنة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم) (٢) ، وفي صحيح زرارة (جاء عبد الله بن عمر الليثي إلى أبي جعفر عليهالسلام فقال : ما تقول في متعة النساء؟ فقال : أحلّها الله في كتابه وعلى سنة نبيه ، فهي حلال إلى يوم القيامة ، فقال : يا أبا جعفر مثلك يقول هذا وقد حرّمها عمر ونهى عنها ، فقال : وإن كان فعل ، فقال الليثي : فإني أعيذك بالله من ذلك أن تحلّ شيئا حرّمه عمر ، فقال له : فأنت على قول صاحبك وأنا على قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فهلم ألاعنك أن الحق ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ الباطل ما قال صاحبك) (٣).
وقد اختلفت العامة في الجواب عنه فمنهم من ادعى أنه مجتهد ويجوز له مخالفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنه مجتهد ، وهو من السخافة بمكان لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يتكلم عن رأيه بل كما قال تعالى : (وَمٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلّٰا وَحْيٌ يُوحىٰ) (٤) ، فلا يجوز لأحد مخالفته ولا اجتهاد في قبال قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأكثرهم قد ادعى أن مشروعية المتعة منسوخة فنهي عمر لم يكن من قبل نفسه ، واختلفوا في الناسخ فبعضهم قال : إنه قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حٰافِظُونَ إِلّٰا عَلىٰ أَزْوٰاجِهِمْ أَوْ مٰا مَلَكَتْ أَيْمٰانُهُمْ) (٥) ، وبعضهم ادعى أنه قوله تعالى : (وَلَكُمْ نِصْفُ مٰا تَرَكَ أَزْوٰاجُكُمْ) (٦) باعتبار أن المتمتع بها لا ترث ولا تورث ، وثالث ذهب إلى أنه الأخبار ، فقد رووا أنها أبيحت عام الفتح وأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يخرج من مكة حتى حرّمها (٧) ، ورووا أنها أبيحت عام أوطاس ثلاثة أيام (٨)، ورووا أنها أبيحت في حجة الوداع ثم نهى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٩) ، ورووا أنها أبيحت في أول الإسلام وأنها نسخت يوم خيبر أو يوم تبوك (١٠). ـ
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب المتعة حديث ٦ و ٥.
(٣) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب المتعة حديث ٤.
(٤) سورة النجم ، الآيتان : ٣ و ٤.
(٥) سورة المؤمنون ، الآيتان : ٥ و ٦.
(٦) سورة النساء ، الآية : ١٢.
(٧ و ٨) سنن البيهقي ج ٧ ص ٢٠٢ ـ ٢٠٤.
(٩ و ١٠) سنن البيهقي ج ٧ ص ٢٠٣ ـ ٢٠٧.