من عترته في فترات الدهور حتى قبله (تارخ) أطهر الأجسام وأشرف الأجرام ونقلته منه الى «إبراهيم» فأسعدت بذلك جدّه ، وأعظمت به مجده وقدّسته في الأصفياء وسمّيته دون رسلك خليلا ، ثم خصصت به اسماعيل دون ولد إبراهيم فأنطقت لسانه بالعربية التي فضّلتها على ساير اللغات فلم تزل تنقله من أب الى أب حتى قبله (كنانة) عن «مدركه» فأخذت له مجامع الكرامة ، ومواطن السلامة ، وأحللت له البلدة التي قضيت فيها مخرجه فسبحانك لا إله إلّا أنت أي صلب أسكنته فيه ولم ترفع ذكره ، وأي نبيّ بشّر به فلم يتقدّم في الأسماء اسمه ، وأي ساحة من الأرض سلكت به لم يظهر بها قدسه ، حتى الكعبة التي جعلت منها مخرجه ، غرست أساسها بياقوتة من جنّات عدن ، وأمرت الملكين المطهرين جبرئيل وميكائيل فتوسطا بها أرضك وسمّيتها بيتك ، واتخذتها معبدا لنبيّك وحرّمت وحشها وشجرها ، وقدّست حجرها ، ومدرها وجعلتها مسلكا لوحيك ومنسكا لخلقك ومأمنا للمأكولات وحجابا للآكلات العاديات ، تحرم على أنفسها أذعار من أجرت ثم أذنت للنضر في قبوله وايداعه (مالكا) ثم من بعد مالك «فهرا» ثم اختصصت من ولد فهر «غالبا» وجعلت كلّ من تنقله إليه أمينا لحرمك ، حتى اذا قبله لؤي بن غالب آن له حركة تقديس فلم تودعه من بعده صلبا إلّا جللته نورا تأنس به الأبصار وتطمئن إليه القلوب ، فانا يا الهي وسيدي ومولاي المقرّ لك بأنّك الفرد الذي لا ينازع ولا يغالب ولا يجادل ، سبحانك سبحانك لا إله إلّا أنت ما لعقل مولود ، وفهم معقود ، مدحو من ظهر ، مزيج بمحيض لحم وعلق درء الى فضالة الحيض ، وعلالات الطعم ، شاركته الأسقام والتحفت عليه الآلام ، لا يمتنع من قيل ولا يقدر على فعل ، ضعيف التركيب والبنية ، ما له والاقتحام على قدرتك. والهجوم على إرادتك ، وتفتش ما لا يعلمه غيرك سبحانك أيّ عين تصب نورك ، وترقى الى ضياء قدرتك ، وأي فهم يفهم ما دون ذلك الا بصائر كشفت عنها الأغطية ، وهتكت عنها الحجب العمية وفرّقت أرواحها الى أطراف أجنحة الأرواح فتأملوا أنوار بهائك ونظروا من مرتقى التربة الى مستوى كبريائك فسمّاهم أهل الملكوت زوارا دعاهم أهل الجبروت أغمارا فسبحانك يا من ليس في البحار قطرات ، ولا في متون الأرض جنّات ولا في رتاج الرياح حركات ولا في قلوب العباد خطرات ، ولا في