الشمس ، وخفت أن يكون قد تأخر وأردت الانصراف ، فرأيت سوادا قد أقبل ، وإذا بنداء من ورائي ، فالتفت فاذا مولاي موسى عليه السّلام امام القطر على بغلة له يقول : يا أبا خالد.
قلت : لبيك يا مولاي يا ابن رسول الله. الحمد لله الذي خلصك وردّك.
فقال : يا أبا خالد لي إليهم عودة لا أخلص منها.
ورجع الى المدينة. فروي عن علي بن أبي حمزة قال : كنت عند أبي الحسن عليه السّلام إذ أتاه رجل من أهل الري يقال له جندب فسلّم عليه وجلس فسأله أبو الحسن عليه السّلام ، فأخفى مسألته ثم قال له : ما فعل أخوك؟
قال : بخير جعلني الله فداك وهو يقرئك السلام.
فقال يا جندب أعظم الله أجرك في أخيك.
فقال : يا سيدي ورد عليّ كتابه قبل ثلاثة عشر يوما بالسلامة.
فقال : يا جندب انّه قد مات بعد كتابته بيومين وقد دفع الى امرأته مالا فقال ليكن هذا عندك فاذا قدم أخي فادفعيه إليه وقد أودعته الأرض في البيت الذي كان يكون فيه مبيته. فاذا أنت لقيتها فتلطّف لها واطمعها في نفسك فانّها ستدفعه إليك.
قال علي بن أبي حمزة : فلقيت جندبا بعد ذلك بسنين وقد عاد حاجّا فسألته عما كان قاله أبو الحسن عليه السّلام. فقال : صدق والله سيدي ما زاد ولا نقص.
وروى إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا الحسن عليه السّلام قد نعى الى رجل نفسه ، فقلت في نفسي : وانّه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته.
فالتفت إليّ شبه المغضب وقال : يا إسحاق قد كان رشيد من المستضعفين ، فعلم علم المنايا والبلايا ، والامام أولى بذلك يا إسحاق ، اصنع ما أنت صانع ، فعمرك قد فني وأنت تموت الى سنتين ، واخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك حتى تفترق كلمتهم ويخون بعضهم بعضا ويشمت بهم عدوّهم.
فلم يلبث اسحاق بعد ذلك إلّا سنتين حتى مات ، وقام بنو عمار بأموال الناس وأفلسوا أقبح إفلاس.
وروي عن هشام بن سالم قال : دخلت على عبد الله بن جعفر فسألته عن مسائل فلم