فقال لي : عد إليه فابتع تلك الجارية منه بما يقول فانّه يقول لك ثمانين دينارا فلا تماكسه. فأتيت النخاس فكان كما قال. وباعني الجارية ثم قال لي النخاس : بالله اشتريتها لنفسك؟ قلت : لا. قال : فلمن؟ قلت : لرجل هاشمي.
قال لي : فاني أخبرك اني اشتريت هذه الجارية من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت لي : من هذه الجارية معك؟ قلت جارية اشتريتها لنفسي؟ فقالت : ما ينبغي أن تكون هذه إلّا عند خير أهل الأرض.
ولم تلبث عنده إلّا قليلا حتى حملت بأبي الحسن عليه السّلام وكان اسمها تكتم.
فروي عن أبي إبراهيم انّه لما ابتاعها جمع قوما من أصحابه ثم قال : والله ما اشتريت هذه الأمة إلّا بأمر الله ووحيه.
فسئل عن ذلك؟
قال : بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي عليهما السّلام ومعهما شقة حرير فنشراها فاذا قميص وفيه صورة هذه الجارية. فقالا : يا موسى ليكونن لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك. ثم أمراني اذا ولدته ان اسمّيه عليّا وقالا لي : ان الله جل وتعالى يظهر به العدل والرأفة. طوبى لمن صدّقه ، وويل لمن عاداه وجحده وعانده.
فولد (صلّى الله عليه) في سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة بعد مضي أبي عبد الله عليه السّلم بخمس سنين ، وكانت ولادته على صفة ولادة آبائه صلّى الله عليهم. ونشأ منشأهم.
وحدّثني العباس بن محمد بن الحسن قال : حدّثني محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن نعيم القابوسي عن عمّه عن علي عن نصر بن قابوس قال : كنت عند أبي إبراهيم وعلي ابنه صبي يدرج في الدار ، فقلت أرى عليا ذاهبا وجائيا دون ساير الناس؟
فقال : هو أكبر ولدي وأحبهم إليّ وهو ينظر معي في كتاب الجفر ولا ينظر فيه إلّا نبي أو وصي نبي.
وروي عن محمد بن الحسين بن نعيم الصحاف وهشام بن الحكم قالا : كنّا عند أبي إبراهيم عليه السّلام فجاء الى ابنه فأخذه فأجلسه ثم قال لنا : هذا علي ابني سيّد ولدي وقد