فصار اللعين ضدّا لآدم عليه السّلام وولده من ذلك الوقت.
وروي في قول الله عز وجل (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال : عهد إليه في النبي والأئمة (صلّى الله عليهم) فلم يكن له منهم عزيمة أي قوة. وانما سموا اولو العزم لأن الله (جل ذكره) لما عهد إليهم في السيادة أجمع عزمهم ان ذلك كذلك.
وقد هبط آدم على الصفا وحوّاء على المروة ، فاشتق للجبلين هذان الاسمان ، وكان جبرئيل يأتيهما بأرزاقهما من الجنة ثم احتبس الرزق عنهما فاشتد جوعهما فنزلا الى الوادي بين الصفا والمروة فالتقيا وأكلا من ثمره.
وروي في خبر آخر أمر الحنطة والطحين والعجين والخبز ؛ قال : ولم يكن آدم يقارب حوا. وقال هو لها : انما فرّق بيننا في الهبوط لأنك قد حرمت عليّ ، فمكثا ما شاء الله على تلك الحال ثم هبط جبرئيل عليه السّلام.
وكان من خبر حج آدم والجمع بينه وبين حوا ما قص به ، ومن مولد هابيل وقابيل ونشوئهما ، فكان هابيل راعي غنم وقابيل حراثا ، فقال لهما آدم عليه السّلام : اني احب ان تتقربا الى الله ـ عز ذكره ـ بقربان فلعله ان يتقبل منكما فتقرا بذلك عيني ، فانطلق هابيل الى اكبر كبش في غنمه فقرّبه ، وانطلق قابيل الى شر ما كان له من الطعام وأنقصه فقرّبه ، فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل ، فحسد أخاه واظهر عداوته ثم أخذ حجرا ففض رأس أخيه هابيل به حتى قتله.
وكان من قصة الغراب والدفن ما قص الله به. ورجع قابيل الى آدم ، فلما لم ير معه أخاه هابيل قال له : اين تركت أخاك؟
قال له قابيل : أرسلتني راعيا لابنك؟
قال له : انطلق معي الى الموضع الذي فقدته فيه ، فلما بلغ المكان ورأى آدم عليه السّلام أثر قتل هابيل اشتد حزنه عليه ولعن قابيل ونودي من السماء : لعنت كما قتلت أخاك ، ولعن آدم الأرض كما بلعت دم هابيل ، فانبعثت الأرض بعد ذلك دما وصار يجمد عليها ويجف.
وانصرف آدم حزينا فبكى على هابيل أربعين يوما ، فأوحى الله إليه : اني أهب لك