تاخ.
قال : فدنوت منه فتمسحت به وقلت : «فطرسية فطرسية».
فعاد بصري بعد ما كان ذهب.
وكان من أمر المأمون واظهاره التشيّع ومناظرته الناس ودعوته الى هذا الدين القيم ما رواه الناس وما عزم عليه من نقل الأمر الى الرضا عليه السّلام ثم كتب إليه بذلك وسأله القدوم إليه ليعقد له الأمر. فامتنع عليه ثم كاتبه في الخروج وأقسم عليه.
فروي عن محمد بن عيسى عن ابي محمد الوشاء وروى جماعة من أصحاب الرضا عليه السّلام قال : قال علي الرضا : لما أردت الخروج من المدينة جمعت عيالي وأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى أسمع بكاءهم ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار لعلمي اني لا أرجع إليهم أبدا.
قال : ثم أخذ أبو جعفر عليه السّلام فأدخله المسجد ووضع يده على حائط القبر وألصقه به واستحفظه رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال له : يا أبه أنت والله تذهب الى الله. ثم أمر أبو الحسن عليه السّلام جميع وكلائه بالسمع والطاعة له وترك مخالفته ، ونص عليه عند ثقاته وعرّفهم انّه القيم مقامه وشخص عليه السّلام على طريق البصرة ـ كما سأله المأمون.
فروي عن أبي حبيب النباحي انّه قال رأيت في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله قد وافى النباح ونزل في المسجد الذي ينزله الحاجّ في كلّ سنة وكأني مضيت إليه وسلّمت عليه ووقفت بين يديه ووجدت بين يديه طبقا من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحاني فكأنّه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني فعددته ثماني عشرة تمرة. وفي رواية اخرى انّه قال إحدى وعشرين تمرة. فتأوّلت اني أعيش بعدد كلّ تمرة سنة. فلما كان بعد عشرين يوما كنت في أرض تعمر بين يدي الزراعة حتى جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا عليه السّلام من المدينة ونزوله في ذلك المسجد ورأيت الناس يسعون إليه ، فمضيت نحوه فاذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبيّ صلّى الله عليه وآله وتحته حصير مثل ما كان تحته وبين يديه طبق من خوص فيه تمر صيحاني. فسلّمت عليه فرد عليّ السلام واستدناني ، فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فاذا عددها مثل ذلك العدد الذي ناولني رسول