الله صلّى الله عليه وآله سواء.
فقلت : له زدني يا ابن رسول الله.
فقال : لو زادك رسول الله لزدناك.
وأقام يومه ورحل يراد به خراسان على طريق البصرة والأهواز وفارس وكرمان.
فروي ان المأمون استقبله وأعظمه وأكرمه وأظهر فضله واجلاله وناظره فيما عزم عليه في أمره.
فقال له : ان هذا أمر ليس بكائن فينا إلّا بعد أن يملك أكثر من عشرين رجلا بعد خروج السفياني فألحّ عليه فامتنع.
ثم أقسم فأبرّ قسمه بأن يعقد له الأمر بعده. وجلس مع المأمون للبيعة ثم سأله المأمون أن يخرج فيصلّي بالناس في عيد الأضحى فاستعفاه وامتنع عليه. فلم يعفه ، فأمر القواد والجيش بالركوب معه فاجتمعوا وساير الناس على بابه ، فخرج عليه السّلام وعليه قميصان وطيلسان وعمامة قد أسدل لها ذؤابتين من قدامه وخلفه وقد اكتحل وتطيب وبيده غرة كما كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يفعل في الأعياد.
فلما خرج وقف بباب داره وكبّر وقدّس وهلل وسبّح ، فضجّ الناس بالبكاء وهو يمشي ، فترجّل القواد والجيش يمشون بين يديه وخلفه ، وكلّما خطا أربعين خطوة وقف فكبّر وهلل ؛ والناس يكبّرون معه. وكاد البلدان يفتتن ، واتصل الخبر بالمأمون فبعث إليه : يا سيدي كنت أعلم بشأنك مني. فارجع.
ورجع ولم يصل بالناس. ثم زوّجه المأمون ابنته ـ وقالوا اخته أم أبيها ـ والرواية الصحيحة اخته أم حبيبة. وسأله أن يخطب لنفسه.
فروى أحمد بن أبي نصر السكوني قال : لمّا اجتمع الناس للاملاك وخطب الرضا عليه السّلام فقال : الحمد لله الذي بيده مدار الأقدار وبمشيته تتمّ الامور ، واشهد ان لا إله إلّا الله شهادة يواطئ عليها القلب اللسان ، والسرّ الاعلان ، وأشهد ان محمّدا عبده ورسوله انتجبه نبيا ، فنطق البرهان بتحقيق نبوّته ، بعد أمر لم يأذن الله فيه وقرب أمر مآب مشية الله إليه ، ونحن نتعرّض ببركة الدّعاء لخيرة القضاء والتي تذكر أم حبيبة اخت أمير المؤمنين