محمد ، فقلت : جعلني الله فداك هذا صاحبنا؟
فقال : لا وصاحبكم الحسن.
وعنه عن علان الكلابي عن اسحاق بن اسماعيل النيسابوري قال : حدّثني شاهويه ابن عبد الله الجلاب قال : كنت رويت دلائل كثيرة عن أبي الحسن عليه السّلام في ابنه محمد فلما مضى بقيت متحيّرا وخفت أن اكتب في ذلك فلا أدري ما يكون. فكتبت اسأل الدعاء.
فخرج الجواب بالدعاء لي ، وفي آخر الكتاب : أردت أن تسأل عن الخلف وقلعت ، لذلك فلا تغتمّ فان الله عز وجل لا يضلّ قوما بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتّقون ، وصاحبك بعدي أبو محمد ابني عنده علم ما تحتاجون إليه يقدم الله ما يشاء ويؤخر ما يشاء ، قد كتبت بما فيه تبيان لذي لب يقظان.
وعن سعد بن عبد الله عن هارون بن مسلم قال : كتبت الى أبي محمد عليه السّلام بعد مضي أبي الحسن عليه السّلام انا وجماعة نسأله عن وصي أبيه.
فكتب : قد فهمت ما ذكرتم ، وان كنتم الى هذا الوقت في شك فانّها المصيبة العظمى ، أنا وصيّه وصاحبكم بعده عليه السّلام بمشافهة من الماضي أشهد الله تعالى وملائكته وأولياءه على ذلك ، فان شككتم بعد ما رأيتم خطي وسمعتم مخاطبتي فقد أخطأتم حظ أنفسكم وغلطتم الطريق.
وعنه عن أحمد بن محمد بن رجا صاحب الترك قال : قال أبو الحسن عليه السّلام : ابني القائم من ولدي.
ونشأ أبو محمد عليه السّلام وقد نص عليه بهذه الأخبار وغيرها عند الخاصة فقام بأمر الله عز وجل وسنّه ثلاث وعشرون سنة فظهر من دلائله في اليوم الذي مضى فيه أبو الحسن عليه السّلام ما هو مثبت في باب أبي الحسن صلّى الله عليه.
وبعد سنة وشهور من إمامته بويع لمحمد بن الواثق المهتدي وكانت من قصته مع أبي محمد عليه السّلام ما نحن مثبتوه من الدلائل في مواضعه من هذا الباب.
وفي سنتين وشهور من إمامته قتل المهتدي وبويع لأحمد بن جعفر المعتمد سنة ست وخمسين ومائتين.