قص الله به.
وولد اسحاق من سارة فلما بلغ ثلاث سنين أقبل إسماعيل إلى اسحاق وهو في حجر أبيه إبراهيم فنحاه وجلس مجلسه ونظرت به سارة وقالت يا إبراهيم تنحي ابني اسحاق من حجرك وتجلس مكانه ابن هاجر لا والله لا تجاروني هاجر وابنها في بلد أبدا.
فشقّ ذلك على إبراهيم. فلما كان في الليل أتاه آت برؤيا الذبح فلما حضر الموسم انطلق باسماعيل وأمّه هاجر الى مكّة ودخلها فبدأ ببناء قواعد البيت وكان الطوفان ثلم شيئا منه فرفع القواعد وإسماعيل معه يعينه على البناء ثم خرج الى منى ثم خرج الى مكّة بعد الحجّ فلما ان صار في السعي قال لإسماعيل (يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) في الموسم في عامي هذا فما ذا ترى.
(قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).
فانطلق إبراهيم إلى منى في يوم النحر فلما انتهى الى الجمرة الوسطى كان من الأمر ما قصّ الله به فداه الله بالكبش ورجع إبراهيم عليه السّلام ومعه إسماعيل إلى مكّة فأقام بها ما شاء الله ثم ودّع اسماعيل وأمّه هاجر لينصرف عنهما فبكيا فقال لهما إبراهيم ما يبكيكما؟ وقد جعلتكما في أحبّ البقاع إلى الله جل وعز. فقالت له هاجر : ما كنت أرى نبيّا مثلك يخلف امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما في مكان قفر لا أنيس له ولا زرع ولا ضرع.
فرقّ إبراهيم ودمعت عيناه وأقبل حتى انتهى إلى باب الكعبة وأخذ بعضادتي الباب ثم قال اللهم (إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) إلى قوله ... يشكرون.
فأوحى الله إليه ان اصعد أبا قبيس وناد : يا معشر الخلائق ان الله يأمركم بحجّ هذا البيت من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله.
قال : فمدّ الله لإبراهيم صوته ثم أسمع أهل المشرق وأهل المغرب وجميع ما بينهما وجميع ما قدّر الله وما في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة. فالتلبية من