عشر ذكرا.
وغلب العيص أخوه على بيت المقدس والملك الجبّار في ذلك الوقت (فيتساد) ملك مائة سنة وهو أوّل من قطع القطائع بغير حقّ فصارت سنة للظالمين إلى هذا الوقت وأخذ من الناس الخراج.
وخرج يعقوب عليه السّلام يريد بيت المقدس واتصل الخبر بأخيه العيص فخرج بجميع جيشه يستقبله ليقتله وبلغ يعقوب فأهدى إليه هدية يتألّفه بها وكتب إليه كتابا وقع على عنوانه : عبدك يعقوب.
فلما قرأ العيص كتابه عطف عليه وفرّق جيشه عن نفسه فلما قرب منه جمع يعقوب عليه السّلام أولاده حوله خوفا منه وأمرهم إذا قرب منه العيص أن يمنعوه من الدنو منه وكانوا أولي قوّة وبأس شديد فلما قرب منه منعه الأسباط من التقدّم إليه.
وروي ان العيص كان قد صمّم إذا سلم عليه أخوه يعقوب أن يعتنقه ثم يقرص حلقه فيقتله فقالوا له تنح عن نبي الله ، فارتاع العيص لذلك.
ودخل يعقوب بيت المقدس وقام يصلّي وحوله الأسباط الاثنا عشر والمؤمنون ، والعيص ناحية يراهم. فلما جنّ عليه الليل كشف له عن بصيرته فرأى العيص ونظر الى الملائكة الليل كلّهم ينزلون من السماء ويصعدون ويسلّمون على يعقوب ويسبّحون ويهللون ويقدّسون ، فاغتاظ لذلك وعلم انّه لا طاقة له به وحسده.
فاستأذنه العيص في التنحي عنه فاذن له ، فعبر مع ولده البحر فأقام هناك ، وولده الأصغر عملاق. فالأصغر أبو الأشراف من الروم وعملاق أبو العمالقة الذين قاتلهم يوشع ابن نون عليه السّلام.
ورأى يوسف عليه السّلام الرؤيا فقصّها على أبيه وكان من حديثه ما أخبر الله عز وجل به في كتابه وجاءت به الروايات من قصّته مع اخوته الأسباط. وحزن يعقوب حتى ابيضت عيناه وتقوّس ظهره فروي عن العالم عليه السّلام انّه يعلم ان يوسف باق لم يأكله الذئب فقال : كان يعلم بجميع أمره. فقيل له : فمن أي شيء كان حزنه؟ فقال : من خوف البداء فيما وعده الله به من الجمع فيما بينه وبين يوسف.