ثم قال له : من يشهد لك بالرسالة؟
فقال : هذا الواقف على رأسك يعني أخاه هارون
فالتفت الى هارون فقال له : ما تقول؟
قال له : صدق هو رسول الله
فأمر فرعون فنزعت عنه ثياب الملك والحلل التي كانت عليه
فبادر موسى فنزع إحدى المدرعتين فألبسها هارون فلما وقعت على جلده بكى عليه السّلام ثم كان من قصة موسى والسحرة ما قص الله به الى قوله (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) (فروي) انّه لم يخف على نفسه وانما خاف على شيعته الفتنة.
وألقى عصاه فتلقفت جميع ما عملوه من الحبال والعصي وكان فيما روي حمل مائتي بعير.
فلما رأى السحرة ذلك قالوا : ليس هذا سحرا ، هذا أمر الله وإلا فأين أحمال مائتي بعير حملناها؟
قال : وسجدوا وآمنوا فقال لهم فرعون : آمنتم به قبل ان آذن لكم؟
فقالوا له : اقض ما أنت قاض.
ورجع فرعون وأصحابه مغلوبين واشتدت المحنة على بني اسرائيل بعد ظهور موسى عليه السّلام وكانوا يضربون ويحمل عليهم الحجارة والماء والحطب فصاروا إلى موسى صلّى الله عليه فقالوا له : كنّا نتوقع الفرج فلما فرّج عنّا بك غلظت المحنة علينا.
فناجى موسى ربّه في ذلك.
فأوحى الله إليه : عرّف بني إسرائيل اني مهلك فرعون بعد أربعين سنة.
فأخبرهم بذلك فقالوا : ما شاء الله كان.
فأوحى الله إليه : عرّفهم اني قد نقصت من مدّة فرعون بقولهم «ما شاء الله كان» عشر سنين واني أهلكه بعد ثلاثين سنة.
فقالوا : كلّ نعمة من الله.
فأوحى الله إلى موسى : فانّي قد نقصت من أيامه لقولهم «كلّ نعمة من الله» عشر سنين