ينافي ذلک قوله تعال : (ماکان محمد ابا احد من رجالکم) (١) ، لانه عليه السلام کان من رجاله صل الله عليه واله کابراهيم ولده مع انه عليه السلام حين نزول هذه الاية ما کان بالغا حد الرجل ، والنفي مخصوص بالماضي فلا يندرج فيه الاستقبال ، هذا مع اختصاص المورد بزيد بن حارثة الذي تبناه النبي صل الله عليه واله (٢) وحکايته معروفة.
فالحسين عليه السلام ابن رسول الله ظاهرا لما مضي وباطنا لوجوه لاتخف عل اولي النه.
ويمکن حمل قوله صل الله عليه واله : (هذان اي الحسن والحسين عليهم السلام ابناي
__________________
والحسين ولدا رسول الله صل الله عليه واله. يقول الشعبي : اطرقت ، واذا برجل کبير مقيد بالحديد والاغلال وضعوه بين يديه ، فقال الحجاج للشيخ ـ يحي بن يعمر العامري من علماء الشيعة ـ وفي رواية اخر انه سعيد بن جبير ـ : تقول : ان الحسن والحسين کانا ولدي رسول الله صل الله عليه واله لتاتيني بحجة من القران والا لاضربن عنقک.
يقول الشعبي : نظرت ال الشيخ واذا هو يحي بن يعمر فحزنت له وقلت : کيف يجد حجة عل ذلک من القران؟
فقال الشيخ : (ووهبنا له اسحاق ويعقوب کلا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسوف وموس وهارون وکذلک نجز المحسنين * وزکريا ويحي وعيسي والياس کل من الصالحين) (سورة الانعام : ٨٤و٨٥) فقال الشيخ : کيف يليق هنا عيسي عليه السلام انه من ذرية ابراهيم ولم يکن له اب ، فقال : الشيخ : اذا کان عيسي بن ابراهيم عن طريق مريم فالحسن والحسين اول ان ينسبا ال رسول الله صل الله عليه واله لانهم اقرب من عيسي ال ابراهيم ، فطرق الحجاج ثم امر له بعشرة الاف دينار فدفعوها اليه.
١ـ سورة الاحزاب : ٤٠.
٢ـ راجع قصته ف کتاب الاصابة ف تمييز الصاحبة لابن حجر العسلقانيُ ج٢ ، ص٤٩٤ ، الرقم ٢٨٩٧ ، ط : الکتب العلمية بيروت.
وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج٨ ، ص ٤٦٨ ، وتفسير شبر ص ٣٦٧.