وفي رواية :
«ثبّت الله قدمه يوم القيامة عند دحض الأقدام» [١٤٣٧٣].
وحدث عن أبيه قال : سمعته يقول :
لا تحزنوا ابني ، فقد بلغني أن الفرحة (١) تشبّ الصبيّ.
قال إبراهيم بن هشام :
أقبل رجل إلى أبي هشام بن يحيى فقال : اكتب إلى مالك بن دلهم (٢) إلى مصر يستعملني ، فكتب له الكتاب. فلما عنونه كتب : من هشام بن يحيى إلى مالك بن دلهم ، فقال له الرجل : ما أخذ الكتاب حتى تبدأ بمالك في العنوان ، فقال : ويحك! هذا سبيلي وسبيل من أكتب إليه ، فكتب له الذي أراد. فلما ورد على مالك إلى مصر قال : ما هذا كتابه ، إنه عوّدني أنه يبدأ بنفسه في كتابه ، قال له الرجل : قد أراد أن يفعل ذلك ، وأنا سألته هذا ، قال : لست أقبله حتى ترجع إليه ، فيكتب بخطه ، فرجع إلى أبي من مصر ، فكتب له وبدأ بنفسه. فلما ورد الكتاب على مالك قال : الآن صحّ كتابه ، فولاه ما أراد.
كان (٣) هشام بن يحيى جليسا لسعيد بن عبد العزيز ، فقال له يوما : كان عندنا صاحب شرطة يقال له عبيدة (٤) بن رياح (٥) ، وكان غشوما ظلوما ، فأتته امرأة ، فقالت : إن ابني يعقّني ، ويظلمني ، فأرسل معها الشرط ، فلما صاروا بها في الطريق قالوا لها : إن أخذ ابنك ضربه [أو](٦) قتله ، قالت : كذا؟ قالوا : نعم ، فمرت بكنيسة على بابها شمّاس ، فقالت : خذوا هذا ، هذا ابني ، فقالوا له : أجب عبيدة بن رياح (٧). فلما مثل بين يديه قال له : تضرب أمك ،
__________________
(١) الفرحة بالضم ، وتفتح : المسرة والبشرى ، وهي أيضا ما يعطيه المفرّح لك أو يثيبه مكافأة له. (تاج العروس : فرح).
(٢) هو مالك بن دلهم بن عمير بن مالك ، ولي مصر من قبل الرشيد على صلاتها وخراجها فقدمها سنة ١٩٢ وبقي إلى صفر سنة ١٩٣. انظر ولاة مصر للكندي ص ١٧١ ـ ١٧٢ والنجوم الزاهرة ٢ / ١٣٧.
(٣) الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٢١ ـ ١٤٠) ص ٤٨٢ في ترجمة عبدة بن رباح نقلا عن أبي مسهر.
(٤) كذا بالأصل : عبيدة ، وضبطت في الإكمال ٦ / ٥٠ بفتح العين وكسر الباء والذي في تاريخ الإسلام : «عبدة» ومثله في الجرح والتعديل ٦ / ٨٩ والتاريخ الكبير ٦ / ١١٤ وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٨١ و ٥٨١.
(٥) كذا بالأصل : «رياح» بالراء والياء بالمثناة من تحتها ، ومثلها في الإكمال ٦ / ٥٠ ، والذي في المصادر السابقة : «رباح» بالباء الموحدة.
(٦) استدركت عن تاريخ الإسلام.
(٧) في تاريخ الإسلام : أجب الأمير.