يا رب قائلة يوما وقد لعبت (٣) : |
|
كيف الطريق إلى حمام منجاب |
ثم يقول : نعم ، لا إله إلا الله ، إلى أن مات.
ولما احتضر الفرزدق قال (٤) :
أروني من يقوم لكم مقامي |
|
إذا ما الأمر جلّ عن العتاب (٥) |
إلى من تفزعون إذا حثوتم |
|
بأيديكم عليّ من التراب |
قال أبو عمرو بن العلاء :
حضرت الفرزدق ، وهو يجود بنفسه ، فما رأيت أحسن ثقة بالله منه. وذلك في أول سنة عشر ومائة. فلم أنشب أن قدم جرير من اليمامة ، فاجتمع إليه الناس ، فما وجدوه كما عهدوه ، فقلت له في ذلك ، فقال : أطفأ الفرزدق جمرتي ، وأسال عبرتي ، وقرّب منيتي ، ثم شخص إلى اليمامة ، فنعي لنا في رمضان من تلك السنة.
وقيل : إن الفرزدق عاش حتى قارب المائة (٦) ، ومات سنة أربع عشرة ومائة (٧).
وكان له من الولد (٨) : لبطة وسبطة وخبطة (٩) وركضة ، فانقرض عقبه.
__________________
(١) كذا بالأصل ، ولم أجدها ، ولعله أراد أنه راودها عن نفسها ، كما في معجم البلدان.
(٢) البيت ليس في ديوانه ، وهو في معجم البلدان ٢ / ٢٩٩.
(٣) كذا ، وفي معجم البلدان : لغبت ، وهو أشبه ، يقال : لغب لغوبا ، ولغبا : أعياء (القاموس).
(٤) البيتان في ديوان الفرزدق ١ / ٩٥ وألا إني ٢١ / ٣٨٥.
(٥) الأغاني : جل عن الخطاب.
(٦) أنساب الأشراف ١٢ / ٧٩.
(٧) انظر وفيات الأعيان ٦ / ٩٧.
(٨) أنساب الأشراف ١٢ / ٨٧ نقلا عن أبي عبيدة ، وهم أولاد النوار ، وزيد فيها : زمعة.
(٩) في الأغاني : حبطة.