إنك سميع الدعاء. فعزمت على الذهاب إلى الحجاز قاصدا أداء الفريضة ، راجيا منه تعالى أن يحفظني وحاشيتي بعين عنايته إنه قريب مجيب.
الفصل الرابع
في وداع الأقارب والأحباب
فوصلت القدس الشريف ، ثم بعد الاستراحة قليلا شرعت في وداع الأقارب والأحباب والأفاضل الأنجاب ، وقد استغرق ذلك ستة أيام ، وطلبت منهم العفو عن الإساءات وغفر الزلات والهفوات ، وان يمنحوني صالح الدعوات ، عسى الله أن يعفو عني وعنهم ، ويغفرلي ولهم كما عفوا عني وغفروا (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ)(١) ولا ريب في أن الله يغفر له الخطيئات. فالجزاء من جنس العمل «الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر» كما جاء في الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والتسليم من الله الكريم. ثم ودعت الحرم القدسي الذي تعشقه نفسي ، وأزمعت السرى إلى أم القرى في يوم الاثنين الموافق الثالث عشر من شهر ذي القعدة الحرام سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف من هجرة صاحب المجد والشرف صلىاللهعليهوسلم. (٢٢ نيسان ١٩٢٩ م)
__________________
(٢٦) سورة الشورى ، الآية ٤٠.