هذا وقد وجدنا تلك السفينة طبق المرغوب ولم يكن فيها غير سبعين حاجا ما عدا أهل الدرجة الأولى والثانية ، وكان من نعمة الله علينا أن أفردت لنا غرفة نظيفة لم يكن فيها معنا غير صاحبتنا.
الفصل التاسع
في بيان عجز المحتاج إلى الصاحبة والولد
واستحالة ألوهيته
ولا ريب في أن الإنسان محتاج إلى الصاحبة نظرا لعجزه كما أنه محتاج إلى الولد ليقوم بخدمته حال ضعفه الذي يزداد يوما فيوما. قال تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً)(١) وقد تراءى لي عند هذا الشعور بالعجز الحاجة إلى الصاحبة والولد أما مولانا تبارك وتعالى فهو الغني عن كل ما سواه وكل ما سواه محتاج إليه. وهذا برهان قاطع على أن الله تعالى واحد أحد فرد صمد (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٢) ، وتوضيح ذلك أن العاجز المحتاج إلى غيره لا يمكن أن يكون غنيا عمّن سواه ، وأن جميع المخلوقات محتاجة إليه ، إذ العقول السليمة تحكم باستحالة ذلك ، وبما
__________________
(٤٠) سورة الروم ، الآية ٥٤.
(٤١) سورة الإخلاص ، الآيتان ٣ ـ ٤.