الفصل الثامن والعشرون
في الإحرام بالحج والذهاب إلى عرفات راكبا
السيارة مع محمود
الخصال. وبيان شفقة مولانا الإمام على
حجاج بيت الله الحرام
وفي التروية بعد صلاة العصر أحضر لي الرفيق المومأ إليه لوازم الإحرام ، فاغتسلت عملا بالسنة ، وصليت ركعتين سنة الإحرام وأنا في المستشفى ، وأحرمت قائلا : اللهم إني أريد الحج فيسره لي وتقبله مني لبيك. بحجة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك.
وفي يوم السبت التاسع من الشهر المذكور بعد طلوع الشمس بمقدار ساعة توجهنا إلى جبل عرفات حيث تعارف آدم وحواء عليهماالسلام صحبة مدير الصحة العام محمود الخصال المومأ إليه ، وقد كان حفظه الله تعالى يأمر بالوقوف عند كل مظلة من تلك المظلات الكثيرة التي أحدثها جلالة الملك السعودي لراحة حجاج بيت الله الحرام ، ليفتش على كل مركز من مراكز الأطباء الموجود عند كل مظلة ويتفقد أحوال المشاة المستظلين من حر الشمس ، وقد جعل عند كل واحد منها عينا من الماء العذب ، ولم تكن في زمن من الأزمان التي مضت تحت حكم غيره ، فلا عجب إذا اختاره الله لخدمة بيته الحرام وخدمة مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام وحراسة