الساعة الثانية الرهيبة
من لدغته حية مرة |
|
أصبح مذعورا من الحبل! |
دخل الخوف القلوب ، واستولى الرعب على النفوس ، وصرنا نظن بتأثير الوهم الجبال جمالا ، والغزال غزوا ، والجنود من الهنود الفارين ، بعض أولئك الناهبين السالبين ، وإليك مثالا مما اتفق لنا من ذلك :
لم نكد نتعدى المعظّم إلى «خشم صنعا» مسافة (٢٦) كم «٨٣٢ ـ ٨٥٨» حتى جاءتنا الأخبار ، بأن الأعراب قد أناخوا على جانب السكة في «دار الحمراء» على مسافة (٢٧) كم منا ، فقلنا حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير.
فجرى بنا القطار سريعا ، وطفق ينهب المفاوز نهبا ، ولكنه لم يجز بضعة كيلومترات ، وبعض الجنود فوق سطح القطار ، لينظروا من ينحدر إلينا من قمم الجبال ، أو يظهر لنا من وراء الآكام والرمال ، أو يخرج من بطون الأودية والأوكار ، حتى أرسل المهندس إلى الشيخ شلاش يقول : نرى عن بعد رجالا قريبين من السكة ، ونرى آثار أقدام مواشيهم ، فهل نوقف القطار ، أو نستمر على تسييره؟ فأجابه الشيخ شلاش بأنا لا نؤخذ ثانية على غرة ، كما جرى لنا في تلك المرة ، فالأولى أن نوقف القطار ونخيفهم بعددنا وعددنا ، فخرج الجنود شاكي السلاح ، وصعدوا سطح القطار مستعدين للكفاح ، وطفقوا ينشدون السراب البعيد ، وينادون العدو الذي لا يسمع ولا يجيب ، وقد كثر الضجيج والنداء ، وطبقوا به أرجاء الفضاء ،