الفصل السابع عشر
في زيارة سعادة فؤاد بك حمزة ناظر خارجية
الحكومة العربية ومدير الأمور الأجنبية
ثم ذهبنا من عنده إلى الحميدية ، نسبة للمرحوم مولانا أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد خان من آل عثمان رحمهالله تعالى ، مقر الحكومة السعودية قاصدين زيارة صاحب السعادة المشار إليه صديق أنجال شقيقي المرحوم أستاذي العلامة الشيخ علي المبارك ، وهم الأفاضل محمد أمين وإبراهيم فوزي ومحمد جمال الدين. ولما دخلنا السراي قابلنا الخادم وأجلسنا في غرفة الانتظار فأرسل السيد الأنصاري بطاقة ، فلما وصلت إليه أسرع إسراع البرق لمقابلتنا والترحيب بنا ببشاشة فائقة الحد حتى خطر ببالي أن الله جمع المكارم في شخصه الكريم قائلا لها : كوني فؤاد حمزة فكانت إياه. ثم إن السيد الأنصاري المومأ إليه قدم إليه تحريرا من خليله إبراهيم ، فوضعه أمامه ولم يفتحه قائلا إنني أريد أن أقوم بواجب الخدمة بحيث أذهب بكم إلى الأماكن المقدسة بعد صلاة العصر وهي منى والمزدلفة ومسجد الخيف وعفات لأحيطكم علما بتلك الأمكنة المقدسة ، إذ لا يمكن إحاطتكم بها تماما يوم عرفة نظرا لكثرة الحجاج ، فأجبناه لذلك شاكرين أفضاله لا سيما وقوله إنني في هذا اليوم المبارك أرسلت رسولا إلى المطوف أسأله عنكم حيث شعرت بقدومكم ، وقد كنّا في الانتظار حينما قرأنا الرسالة الأولى من