الفصل السابع
في لزوم إعداد القوة لمحافظة الوطن من الأغيار
ولا سيما إذا عملوا بقوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ)(١) ما دمتم في هذه الديار. ومن رحمته تعالى أن قال «ترهبون» ولم يقل تقتلون أو تذبحون ، فإذا أعددتم القوة فإن الأعداء تخافكم فلا يجسرون على الزحف على بلادكم ، فيبقون في ديارهم سالمين وتبقون أنتم في أوطانكم رافلين في حلل المسرات. أما إذا أهملتم القوة فإنكم لا تكونون معزّزين مكرمين بل يجسر عليكم العدو فتصبحون أذلاء مهانين ، وتقتلون وتقاتلون وتعرضون دياركم للخراب وأنفسكم للهوان والاستعباد فعليكم بالعمل بهذه الآية الجليلة كي تنالوا كل فضيلة. أما «من» في قوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) فهي للبيان وأما «من» في قوله : (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ) فهي للتبعيض ، فالقوة الداخلة تحت الاستطاعة شاملة : للأساطيل البحرية ، والمناطيد الجوية ، وأسراب الطيارات الهوائية ، والمدافع القوية ، والخنادق الأرضية ، والأسلاك الكهربائية ، وسائر المعدات الحربية ، واتفاق الكلمة والسعي الحثيث لتأليف الجامعة الإسلامية ، وتعليم الصنائع العصرية مع العلوم التي لا تنافيها الشريعة المحمدية ، والتخلق بالأخلاق
__________________
(٢٩) سورة الأنفال ، الآية ٦٠.