العلماء الغرباء في طيبة الغراء
قلنا إن المدينة فقدت كثيرا من أبنائها أيام الحرب على اختلاف طبقاتهم ، فمنهم من هاجر منها ولم يعد بعد إليها ، ومنهم من قضى نحبه في المهجر ، أو في نفس المدينة ، وقد فقدت قسما من علمائها الأجلاء ، وحفظ الله قسما منها كقاضيها الفاضل الشيخ عمر الكردي الكوراني أحد أحفاد الشيخ إبراهيم الكوراني الشهير ، ومفتيها الفاضل الشيخ أحمد كمخ وغيرهما. ولا تكاد تجد خمسة عشر في المائة من سكان المدينة الأصليين ، والباقي من أعراب وأغراب من المهاجرين.
أما العلماء الغرباء الموجودون هناك فقد زرت منهم الشيخ الخضر الشنقيطي وجماعته ، والشيخ أحمد شمس الشنقيطي ، وقد حصل لنا بكل منهما أنس كبير ، والشيخ عبد القادر شلبي الطرابلسي مدير المعارف ، وبعد مذاكرة دارت بيني وبينه في شأن الدروس العربية وأهميتها ومكانتها ، ذكر لي فضيلته من أمر المعارف ما ساءني أمره ، ولا يسرني ذكره ، وتبيّن لي أن حضرته غيور على دينه ، حريص على مصلحة قومه ، ولكن الأمر كما قيل : تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. يسر المولى لهم من أسباب النهوض ما يحبون بمنه وكرمه. أمين.