حال البلد الطيب العلمية
البلد الطيب كسائر البلاد أصابته الحرب بنقص من الأموال ، والأنفس والثمرات ، فأخرته في كل شيء تأخيرا محسوسا ، أما دروس الحرم النبوي العامة فدرس في تفسير القاضي البيضاوي ، وآخران في الفقه والتصوف ، وأما دروسه الخاصة فمبادئ الفقه والنحو لأفذاذ من الطلاب ، وقد شغل الناس أمر المعاش بغلاء الحاجيات ، وقلة الموارد.
المدارس الأميرية
في المدينة المنورة أربع مدارس أميرية ، وهي العلوية ، والعبدلية ، والفيصلية ، والزيدية ، على أسماء أنجال جلالة الملك الكرام ، وقد زرتها كلها في اليوم الثاني والثالث ، وعلمت أنها أسست في أوائل الثورة العربية ، ولكل مدرسة مدير ومعاون ، وفي كل منها ثلاثون تلميذا فأكثر ، ودروس كل منها : القرآن الكريم والتوحيد والفقه الإسلامي والحساب ، وليس للغة العربية فيها أثر ، وقد سألنا عن سبب ذلك ، فقالوا : إن النظام الموضوع من قبل المعارف لا يساعد ، لأنها مدارس ابتدائية ، قلت يا سبحان الله ، أليس فن النحو من الدروس الابتدائية الحاجيّة ، التي تبنى عليها العلوم الشرعية ، وهل هو أدقّ من مسائل الفقه والتوحيد ، اللذين تقرئونهما للتلاميذ؟ فوعدوني بالعناية بتدريس النحو متى رخص لهم فيه ، وذكر