بالاغتسال في بيته ولم أذهب للحمام إذ ليس عندي شيء من النقود ، وبعد الاغتسال وتغيير الثياب ، ذهبت قاصدا المسجد النبوي وهو يصحبني ، فقطعنا العنبرية والمناخة وسوق المدينة ، حتى انتهينا إلى باب الحرم ، وهناك أثّر فيّ الخشوع ، واغرورقت عيناي بالدموع ، واشتد خفقان قلبي ، حين دخولي على النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولم أكد أضع رجليّ في عتبة الحرم حتى استلمني دليلان ، وتنازعني عاملان ، هذا يقول : من الشام ، والآخر يجيبه : نعم ولكنه قدم من معان ، ثم سألاني تحقيق الخبر وهما يتجاذبان ردائي ، فقلت لهما : أيها الإخوان ، إني منتسب إلى العلم الشريف مثلكما ، وأحبّ أن ألتزم الزيارة الشرعية بعد أداء تحية المسجد في الروضة بين المنبر والبيت ، ثم أدعو متوجها جهة القبلة بالدعوات الخيرية ، وإني شاكر فضلكما وغير ناس إكرامكما ، ثم ذهبت وصليت ركعتين في موقف النبي صلىاللهعليهوسلم للصلاة ، ثم بسطت يدي إلى السماء ودعوت بخيري الدنيا والآخرة لي ولأهلي وأصحابي وإخواني ، وتلاميذ «مدرستنا التوفيق خصوصا» وفقهم الله والمسلمين أجمعين لما يحبه ويرضاه ، ولم أنس بفضل الله أحدا أبدا ، فأسأل الله القبول ، إنه أكرم مسؤول ، ثم ذهبت وتشرفت بزيارة النبي صلىاللهعليهوسلم وزيارة صاحبيه أبي بكر وعمر «رضياللهعنهما» وسكان البقيع وحمزة عم الرسول صلىاللهعليهوسلم وشهداء أحد ، رضياللهعنهم أجمعين.