الفصل الثالث والعشرون
في بيان إدارة الصحة العامة
وأوصاف مديرها المحبوب وإخوانه الأطباء الكرام
وبعد ذلك ذهبت إلى دائرة الصحة العامة والمستشفى الملكي السعودي فقابلني مديرها المحبوب سعادة السيد محمود بك حمدي ، الذي بمجرد وقوع نظر القادم عليه يود أن لا يفارقه لما يشاهد فيه من الرقة واللطف والخلق الحسن.
هذه المزايا التي طبعه الله عليها بغير تكلف منه حفظه الله تعالى. فلا بدع إذا أحبته القلوب فهو طبيب الأرواح كما أنه طبيب الأشباح ، ومحمود الخصال كاسمه بارك الله فيه وفي إخوانه الأطباء الذين يساعدونه على تنظيم هذه الإدارة وخدمة المرضى اللاجئين إلى المستشفى الملكي المشار إليه. وقد أفادني أن الفضل في تنظيم هذه الإدارة وتوسيع نطاقها يرجع إلى رغبة واهتمام مولانا الإمام السعودي الذي يهمه إعلاء شأن البلاد المقدسة الحجازية. ولدى البحث فهم أن حضرة المدير المشار إليه من دمشق الشام كما أن إخوانه من سورية وفلسطين جزاهم الله جميعا عن الإسلام خيرا ، لا سيما مساعدة الدكتور حسني بك نجل صديقي المرحوم صادق بك الطاهر النابلسي من آل الطاهر المحترمين.
وفي الليلة السادسة والعشرين منه تحقق لي أن سلالة الأشراف من آل عبد مناف مولانا الجليل السيد أحمد