فكان سعيك مشكورا وعملك مبرورا في سبيل الله أعمالك الجليلة ، فلقد جددت معالم هذا الدين ؛ وأحييت سنة سيد المرسلين ، ونشرت العلوم والمعارف وناديت في قومك هلموا يا قوم إلى طريق العلا ، إلى طريق المجد إلى طريق السعادة الأبدية. فأجابوك بألسنة ملؤها الشكر والثناء ؛ حيهلا بالداعي إلى الرشد ، والمقتدي بالهدى ، والمقتفي أثر الكرام الصيد ، وقد رأوا فيما ناديتهم همة شماء ، وعزة تعساء ، وعدلا شاملا وقوة بحول الله عظيمة ، واتحادا في الأخلاق والقلوب ، وإخلاصا في القول والعمل. فأهلا بهذا التجدد وأهلا بداعي الخير والفلاح ، فسربنا أيها الملك المحبوب في هذه السبيل التي بها تصلح حالنا ويسعد مآلنا ، واجعل الصبر عدة ، والإيمان قوة ، ولا تحفل بقول المرجفين ، وسعاة الباطل فالباطل مضمحل ، وإنما بقاؤه بسبب إمهال الحق له. أمدك الله بروح من عنده ، وأعلى بك كلمة المسلمين ، ورفع بعزك منار الحق واليقين ، ووفقكم وأنجاكم الأمراء الكرام ، ورجال حكومتكم الفخام ، إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا وفي يوم السبت الخامس والعشرين من الشهر المذكور ذهبت إلى زيارة الكعبة المشرفة فدخلتها وصليت فيها ثمان ركعات كل ركعتين على حدة في أماكن مختلفة لعلي أصادف المحل الذي صلى فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان الأولى في أن أصلي ركعتين فقط اقتداء برسول الله صلىاللهعليهوسلم ولكن الدهشة أنستني تلك السنّة.