وَتُبْ عَلَيْنا)(١) الخ (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)(٢) هذا هو البيت الذي من دخله كان آمنا ، وقد كان كثيرا ما يخطر بالبال أن أعول على الترحال لتلك الديار المباركة لأكون من جملة من أجاب دعوة الخليل الجليل عليهالسلام ، وأنتظم في سلك الداخلين البيت الحرام. ولما غلبتني الأشواق شرعت في إعداد عدّة السفر فبلغ ذلك أسماع أصدقاء الفضيلة المتحلين بالأخلاق الفائقة النبيلة ، القاطنين «بيافا» المشهور سكانها بالمكارم وحبّ العلماء الأكارم ، فدعاني نخبة منهم كل واحد لرحابه.
الفصل الأول
في إجابة الدعوة والذهاب إلى يافا لوداع
الأحباب بارك الله فيهم
فلبيت دعوتهم ولكنني اخترت أن أكون ضيفا في الساحة الفيحاء ، والمنزل الرحيب المنسوب لكبير آل الخالدي المحترمين ، سلالة سيف الله على أعدائه. مولانا الشيخ الجليل ، صاحب الفضيلة ، والمزايا الجميلة الجليلة" الحاج
__________________
(١٨) سورة البقرة ، الآيتان ١٢٧ ـ ١٢٨.
(١٩) سورة إبراهيم ، الآية ٢٧.