الفصل الثلاثون
في السفر من مكة المكرمة إلى جدة وبيان مكارم الأخلاق
التي تحلى بها الشيخ محمد نصيف حفظه الله تعالى لوفود
بيت الله الحرام وأدامه ملجأ للإسلام
وفي صباح يوم الجمعة المبارك الموافق الخامس عشر من الشهر المذكور أحضر المطوف السيارة عند باب المستشفى فحملني أربعة من الرجال ووضعوني فيها ، وقد ركبت أنا والحاشية قاصدين ثغر جدة مستعينا بالله سائلا منه وصولنا بالسلامة ، ولما أقبلنا عليها قابلنا مرحبا بنا النسيم الذي يشفي العليل ، فانشرحت منا الصدور ، ووجدت علائم الصحة تزداد شيئا فشيئا. ولما وصلنا إليها ذهبنا إلى ساحة المكارم الفيحاء دار مولانا الجليل الشيخ محمد نصيف أحد مشاهير رجال الأراضي المقدسة الحجازية ، فنزلت من السيارة بدون مساعدة أحد غيره تعالى ، وصعدت الدرج الموصل إليها فاستقبلنا صاحبها الهمام بوجهه البسام وكان وصولنا إليها بعد انقضاء صلاة الجمعة فأمر لنا بإحضار الطعام وقال تفضلوا باسم الله فجلست على المائدة وكأنه لم يكن معي شيء من المرض ، فأكلنا هنيئا وشربنا مريئا ، ووجدنا كثيرا من الأضياف من بلاد المغرب وبلاد مصر منهم القاضي الفاضل الشيخ أحمد أفندي شاكر نجل العلامة الشهير والكاتب النحرير الشيخ محمد شاكر الحسيني وكيل مشيخة الجامع الأزهر سابقا ، وكذلك نجله الفاضل السيد