محمود أفندي مدير المدرسة الأميرية في جدة ، وقد فهمت من القاضي المومأ إليه أنه الآن قاض في الزقازيق وأن قاضيها السابق الشيخ أمين أبا الفضل صار تعيينه مفتشا في وزارة الحقانية وأن سعادة أخيه السيد أحمد بك أبي الفضل هو الحاكم الإداري هناك وقريبا يصير ترفيعه لإحدى المديريات ، فسررت جدا من هذه البشارة لكونهما نجلي شيخنا العلامة المرحوم الشيخ محمد أبي الفضل شيخ الإسلام في عصره وقد رجوته أن يبلغ سلامي لسعادته فوعدني بذلك. هذا وقد أقمنا في رحاب الشيخ المشار إليه يومين ، فظهر لنا أنه مظهر من مظاهر الرحمة الإلهية لحجاج بيت الله الحرام خصوصا الذين لا طاقة لهم على النزول في تلك المنازل المنسوبة للمطوفين ، الخالية من وسائل الراحة ، والتي تفتقر إلى أن يلاحظها مدير الصحة بعين العناية حرصا على صحة وفود بيت الله العتيق.
وبيان ذلك أنه لما وصلنا جدة ونحن قادمون إلى الديار المباركة قابلنا وكيل المطوف وأنزلنا فيها لأجل أن نستريح من وعثاء السفر فما قدرت أن أقيم فيها سوى ساعتين من الزمان وأزمعنا الذهاب إلى مكة المكرمة كي نتخلص من تلك الأوساخ المنافية لحديث «النظافة من الإيمان» وكأن رفيقي السيد فائق المشار إليه أخبر بما حصل لنا من المشقة في تينك الساعتين حضرة مولانا ماجد مكة المكرمة الشيخ ماجد أفندي الكردي ، فأشار إليه أنه عند سفركم إلى القدس