الشريف سأكتب إلى صديقي في جدة الشيخ محمد نصيف الشهير والمتفاني في حب آل السعود الكرام حفظهم الله جميعا من الآفات ، إنه سميع مجيب وقد فعل. فإنه حفظه الله تعالى عند وداع السيد الأنصاري لحضرته أصحبه بكتاب لحضرة صديقه الشهم النصيف ضمن تحرير كأنه نقطة من غدير أو زهرة مقتطفة من روضه النضير يوصيه بنا خيرا. هذا وبينما كنت جالسا في ديوانه بعد صلاة العصر من اليوم السابع عشر من الشهر المذكور إذ دخل علينا حضرة الأديب الهمام السيد يوسف أفندي يس وقد أدّى تحية الإسلام فقابلناه بأحسن منها امتثالا لما صرح به القرآن الكريم (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها)(١) ثم إن جنابه صار يذكر محاسن ولدنا العلامة الشيخ محمد أمين العوري عضو محكمة الاستئناف الشرعية العليا وأمين فتوى فلسطين قائلا : إنه أستاذي حينما كنت تلميذا في كلية صلاح الدين الأيوبي بالقدس ، وقد استفدت من فضيلته علم الأحوال الشخصية استفادة لا تنسى. فأرجوك أن تبلغ جزيل سلامي لحضرته ، وأن تبث لواعج أشواقي لسيادته ، وإنني أرغب أن يأتينا في العام المقبل لأداء فريضة الحج الشريف كي نتمتع بخدمته ، ثم ودعني وانصرف بارك الله فيه وأكثر في الأمة من أمثال النجباء وأيد مولانا مليكه العادل بروح منه.
__________________
(٦٣) سورة النساء ، الآية ٨٦.