السنوسي ابن السيد محمد الشريف ابن السيد محمد ابن السيد علي السنوسي المجاهد الكبير موجود في مكة المكرمة. فقصدت زيارته لاغتنام أدعيته المباركة ولا ريب في أن دعاء أمثاله مستجاب. كيف لا وهو الذي أبلى في الدفاع عن الأمة الإسلامية بلاء حسنا حتى صارت تضرب بهمته الأمثال ، فذهبت إلى جبل أبي قبيس حيث يسكن في الزاوية التي بناها جده رحمهالله. وقد فهمت منه أن مولده كان في جغبوب التي ملكها السلطان المرحوم عبد المجيد خان من آل عثمان لجده ، ليلة الأربعاء الموافقة لسبع وعشرين من شوال قرب الفجر سنة تسعين ومائتين وألف [٢٥ كانون الأول ١٨٧٢ م] ولا يخفى أن هذه الولادة في الوقت المذكور فيها إشارة خفية إلى أن المولود الكريم يزداد نورا شيئا فشيئا حتى تشرق شمس كمالاته على العالم الإسلامي في وقت الضحى فكان الأمر كذلك.
وقد كنت تشرفت بمشاهدته في القدس الشريف حينما قدم زائرا للمسجد الأقصى وحظي بدعواته المؤمنون وألقى درسا في جامع صخرة الله المشرفة منذ أربع سنوات ، ورجوت من سيادته أن لا ينساني وذريتي وأهلي وعشيرتي وأحبابي وأصحابي من دعواته ، والحمد لله الذي جمعنا به على أحسن حال في جوار بيت الله الحرام أسأله تعالى وهو خير مسؤول أن يديمه مظهرا من مظاهر عزّ الإسلام إنه سميع الدعاء. وبالمناسبة سألت مولانا المشار إليه هل هو مستريح في مكة