المرضية عند رب البرية ، وإياكم والسفور الذي يجر إلى الفسق والفجور ، والاختلاط الذي يدعو إليه كل خلاط مارق من الدين كالجعديين الملحدين ، وغيرهم من الأعداء المنافقين دعاة الاستعمار ، الذين يعيثون في الأرض فسادا وفي قلوبهم مرض النفاق والشقاق فلا يقر لهم قرار (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)(١) ولو كان هؤلاء المتجددون يؤمنون بقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٢) وقوله عليه الصلاة والسلام «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة وهم على ذلك» لما أقدموا على التمسك بالضلال والسعي في طلب المحال ولكن (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ)(٣) بلى والله وقد اغترّوا باستدراج الله لهم (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)(٤).
وبعد أقامتنا في الثغر المشار إليه يومين ، وأخذنا أهبة السفر قدر لنا أن امتطينا فرس السفينة الطليانية ، ذاكرين
__________________
(٣٠) سورة الصف ، الآية ٨.
(٣١) سورة الحجر ، الآية ٩.
(٣٢) سورة الزمر ، الآيتان ٣٦ ـ ٣٧.
(٣٣) سورة القلم الآيتان ٤٤ ـ ٤٥. وسورة سورة الأعراف ١٨٢ ـ ١٨٣.