الرحلة السعودية الحجازية النجدية ، وقد أمرت بجمع أعداد جريدة «الصراط المستقيم» التي نشرت تلك الرسالة وأشارت إلى نشر الرسائل المتتابعة لكونها منسوبة إلى مليكنا المعظم صاحب الجلالة عبد العزيز آل سعود الكرام. ثم إنه بعد صلاة العصر أحضر سعادة الناظر المشار إليه سيارتين ، سيارة للرجال وأخرى للنساء ، حيث كان معي أهل بيتي فركبناها وتوجهنا لتلك الأمكنة المباركة ، فلما وصلنا المنحنى قال فؤادنا : هذا المنحنى التي تغزّل فيه ابن الفارض فقال :
ما بين ضال المنحنى وظلاله |
|
ضل المتيم واهتدى بضلاله |
ثم سار بنا إلى منى ثم المزدلفة أي جمع التي اجتمع فيها آدم وحواء عليهماالسلام وازدلف إليها ، ثم إلى عرفات وقد أجلسنا على جبل الرحمة بجانب عين زبيدة رحمها الله تعالى ، وقد سررنا سرورا لا مزيد عليه. وبعد إقامتنا ساعة من الزمن قفلنا راجعين فأدركنا صلاة المغرب في منى فصليناها ، ثم ذهبنا إلى مكة المكرمة. وفي يوم الاثنين الموافق عشرين من هذا الشهر دعانا سعادته لطعام الغداء ، تكريما لنا حفظه الله تعالى ، ولدى المذاكرة مع سعادته وغيره من فضلاء القوم قلت إنه لا بدّ لملوك وأمراء وعلماء الإسلام من القيام بما يجب عليهم من العمل بالشريعة الغرّاء لأنها الحصن المنيع من تسلّط الأعداء عليهم ، وهي العمدة في رقيهم الديني والدنيوي وهي العامل الأكبر على نهضتهم السياسية.