وأسود وأخضر ، وأرضها كلها ذات رمال ، بين هاتيك الجبال.
ولم نزل نجد في سيرنا حتى بلغنا منزل الشيخ بعد الغروب ، ومعنا رفيقنا حامد العنزي ، فاستقبلنا الشيخ بالمصافحة ، وللشيخ شلاش بالتقبيل والمعانقة ، وسلامهم لطيف بسيط مشتمل على العناق والتقبيل ، وينادي بعضهم بعضا بالأسماء مجردة عن الكنى والألقاب ، وقد سلم أحد صبيانهم على حامد الشيخ الذي يناهز السبعين ، بقوله كيف أنت يا حامد ، عساك طيب يا حامد. وفي نحو الساعة الثالثة ليلا قدّم لنا الشيخ الطعام من الرز واللحم ، والطعام كان كثيرا جدا ، وقد أكل منه من لا أحصيهم عدّا ، فحيا الله الكرم العربي.
وهذه القبيلة ديّنة ، وقد أدينا مع كثير منهم صلاة العشاء ، وشيخهم سلطان الذي هو عميدهم يخاف من الله عزوجل ، ويحب أهل العلم والفضل ، وقد سرّ مني كثيرا ، والتمسوا مني أن أكون عندهم خطيبا ، على أن يقدم لي كل ما يلزم ، ويعاملوني كما يعامل أهل العلم ، ويزوجوني بنتا من كرائم بناتهم ، فشكرت فضلهم وشهامتهم ، واعتذرت لهم بأني خطيب ومدرس في الشام ، وبأن خطيبتي هناك قريبتي ، وأقمنا عند الشيخ وفي ضيافته خمسة أيام ، مشمولين بالخير والإنعام ، وسررنا هناك بلقاء الشيخ محمد رميح التاجر النجدي ، وكنا نكثر من التردد إلى خيمته ، وكان يحبني ويكرم وفادتي كل مرة ، وأكثرت هناك من الوعظ والإرشاد ، والدعوة