ومشت الدابة تمشش ؛ فللقائل أن يقول ماجج ومهدد جاء على الشذوذ والأصل هو يفعل كما جاء باجج والأقوى ما قاله سيبويه ، وأما مرعزي فهو مفعلي ، ولكن كسرة الميم كسرة ميم منخز ومنتن وليست كفريسا يدلك على ذلك مرعزي كما قالوا مكوري للعظيم روتة الأنف ، وقالوا يهيري فليس شيء من الأربعة على هذا المثال لحقته ألف التأنيث ، وإنما كان هذا فيما أوله حروف الزوائد ؛ فهذا دليل أنه من بنات الثلاثة ، ولا نعلم في الأربعة على هذا المثال بغير ألف جعل سيبويه الميم في مرغوي زائدة لأنها دخلت على الثلاثي ، لأن الراء والعين والزاي ثلاثة أحرف ؛ وهن أصول والألف الأخيرة زائدة لأنها للتأنيث فكان دخول الميم على مرعزي كدخولها على مكوري وهو العظيم روثة الأنف قد علم أن الميم في مكوري زائدة مشتق من الكور كأنه قد جمع روثة وألقى كالعادة والكور الجماعة قال أبو ذؤيب الهذلي :
ولا شبوب من الثّيران أفرده |
|
من كوره كثرة الإغراء والطّرد (١) |
فلما كانت ميم مرعزي زائدة كانت مرعزاء بالكسر زائدة أيضا ، وكسرت الميم فيه للإتباع كما كسرت في منخر ومنتن ، والأصل منخر ومنتن.
ومعنى قوله" ليست كطرمساء" هو أن طرمساء من ذوات الأربعة لحقه ألف التأنيث ، وليس كذلك مرعزاء قال لأن مرعزاء في معنى مرعزي ومرعزي لم يوجد له من ذوات الأربعة نظير قد لحقه ألف التأنيث على هذا المثال ؛ يعني لم يوجد من ذوات الأربعة ما شدد لامه ولحقه ألف التأنيث وقد وجد في بنات الثلاثة ما شدد لامه ولحقه ألف التأنيث فمن ذلك مكوري ، ومنه يهيري ويهيري من ذوات الثلاثة لأنهم يقولون يهير ويهيير فيعلم أن الياء الأولى زائدة لأنها بمنزلة الياء في يرمع ويهمل ، ولا تجعل الثانية زائدة لأنا لو جعلنا الياء الثانية زائدة لجعلنا الأولى أصلية وصارت الكلمة على فعيل ، وليس في الكلام فعيل الأحرف زعموا أنه مصنوع وهو ضهيد.
قال سيبويه : " وأما الألف فلا تلحق رابعة فصاعدا إلا مزيدة لأنها كثرت مزيدة كما كثرت الهمزة أولا فهي بمنزلتها أولا وثانية وثالثة ورابعة ؛ إلا أن يجيء ثبت وهي أجدر أن تكون كذلك من الهمزة لأنها تكثر ككثرتها أولا ، وأنه ليس في الكلام حرف إلا وبعضها فيه أو بعض الياء والواو".
__________________
(١) انظر تاج العروس ١٤ / ٧٤ ، المخصص ٢ / ٢٦٧.