واحد ؛ لأنه بإدغام الياء في الجيم والواو في الياء يصيران جيما وياء فيذهب المد واللين فيهما.
قال : ولو كان مع هذه الياء التي ما قبلها مفتوح ، والواو التي ما قبلها كذلك ما هو مثلها سواء أدغمتا ، ولم تستطع إلا ذلك لأن الحرفين استويا في اللين يعني أن الياء تغم في ياء مثلها إذا انفتح ما قبل الأولى نحو : اخشى ياسرا وكذلك الواو في نحو : اخشوا واقد لأنهما قد استويا ولا يستطاع إلا ذلك.
وقد مضى الكلام فيه قال : فصارت هذه الياء والواو مع الجيم والباء نحوا من الألف مع المقاربة لأن فيهما لينا وإن لم يبلغا الألف ولكن فيهما شبه منها ألا تراهما إذا كانت واحدة منهما في القوافي لم يجر في مثل ذلك الموضع من القافية غيرها إذا كانت قبل حرف الروي فلم تقو المقاربة عليها لما ذكرت لك يعني أن الياء مع الجيم والواو مع الياء التي من مخرجها في تباين الكيفية والحكم كالألف من الحروف المقاربة لما فيها من اللين وإن لم يبلغا منزلة الألف.
ومعنى قوله : إذا كانت [ ](١) كانت الواو ساكنة والياء في موضع ردف لم يجز في مكانها غيرها كقول الشاعر :
يا قوم مالي وأبا ذؤيب |
|
كنت إذا أتوته من غيب |
يشم عطفي وبين ثوبي |
|
كأنني أربته بريب |
الياء في ذؤيب وغيب والواو في ثوب ردف ولو قال : أتوته من غرب لم يجز أن يكون بيت مردفا وبيت غير مردف ، ثم ذكر قاضي جابر وغلامي جابر تمثيلا لما ذكر أن لا يجوز من إدغام الياء في الجيم ومثل إدغام الواو في الميم بقوله : رأيت دلو مالك وهذا سهو وغلط في الكتاب ؛ لأنه لو قال : سلم مالك ما أدغمت الميم في الميم لسكون ما قبل الأولى ، وينبغي أن يجعل التمثيل هؤلاء مصطفو مالك.
قال : ولا يدغمان في هذه الياء والواو ؛ لأنك تدخل اللين فيما لا يكون فيه لين يعني لا تدغم الجيم في الياء ولا الميم في الواو ؛ فتصير الميم والجيم من حروف المد ، واللين ؛ لأن تباعد ما بين حروف المد واللين ، وما بين غيرهما أشد من الحروف المتباعدة المخرج.
__________________
(١) كشط بالأصل.