ذلك ؛ فإن البيان تقوية رخاوة الطاء وأختيها.
وقد مضى الكلام في نحو ذلك.
قال : والظاء والذال والثاء أخوات الطاء والثاء والدال لا يمتنع بعضهن من بعض في الإدغام ؛ لأنهن من حيز واحد ، وليس بينهن إلا ما بين أصل الثنية وطرفها ، وذلك قولك : اضبط ظالما ، وابعد ذلك وانعت ثابتا ، واحفظ طالبا ، وخذ داود وابعث تلك وحجته قولهم : ثلاثة دراهم ، فأدغموا ، وقالوا : حدثتهم فجعلوا الثاء تاء والبيان فيهن جيد هذا كله بين من كلام سيبويه.
وأما إدغام ثلاثة دراهم فلأن الهاء في ثلاثة تنقلب تاء في الدرج ، وتسكن لإدغام في الدال من دراهم ، وأما الصاد والسين ، والزاي ؛ فلا يدغمن في شيء من هذه الحروف التي أدغمت فيهن ؛ لأنهن حروف الصفير وهير أندى في السمع ، وهذه الحروف الثلاثة هي حروف الصفير وبها من الفضل في الصوت بما فيها من الصفير أكثر من التفاضل بين المجهور والمهموس والرخو ومثلهن فضل الحرف المكرر بالتكرير وهو الراء على ما يجاوزها مما ليس فيه تكرير ؛ فلذلك لم تدغم الصاد والزاي والسين والراء فيما جاوزهن ومعنى أندى في السمع أي أبعد ذهابا كما قال الشاعر :
فقلت ادعي وادع فإنه |
|
أندى لصوت أن ينادي داعيان |
قال : وتدغم الطاء والتاء والدال في الضاد ؛ لأنها اتصلت بمخرج اللام وتطأطأت عن اللام حتى اتصلت بما اللام فوقه من الأسنان ، وفي نسخة أبي بكر مبرمان حتى خالطت أصول ما اللام فوقه ولم تقع من الثنية موقع الطاء لانحرافها ؛ لأنك تضع للطاء لسانك بين الثنيتين وهي مع ذلك مطبقة ؛ فلما قاربت الطاء فيما ذكرت أدغموها فيها كما أدغموها في الصاد ، وأختيها ، وأدغم فيها التاء والدال ، كما أدغموها في الصاد ؛ لأنهما من موضعها وذلك قولك : اضبط ضرمة وابعد ضرمة وانعت ضرمة وسمعتها ممن يوثق بد من العرب قال :
ثار فضّجّت ضّجّة ركائبه
فأدغم التاء في الضاد وكذلك أدغم فيها الظاء والذال والثاء لأنه من حروف طرف اللسان والثنايا.
قال أبو سعيد ـ رحمهالله ـ جعل السبب في إدغام هذه الحروف في الضاد أن هذه الحروف قريبة المخرج من اللام ، وأن الضاد قد اتصلت باللام وهي منحطة عن اللام