بصوت الصدر انسّل آخره وقد فتر من بين الثنايا ، لأنه لا يجد منفذا فيسمع نحو النفخة ، وبعض العرب أشد صوتا وهم كأنهم الذين يرومون الحركة ، والضاد تجد المنفذ من بين الأضراس ، وسنبين هذه الحروف في باب الإدغام إن شاء الله تعالى ، وذلك قولك : هذا نشز ، وهذا خفض" وإذا امتحنته بما ذكرته لك وجدت النفخة التي ذكرها إذا قلت : اظ ، اذ ، اض ، از ، ومعنى قوله" انسّل آخره وقد فتر من بين الثنايا لأنه لا يجد منفذا".
يريد انسّل آخر هذه الحروف من بين الثنايا لأنه لا يجد منفذا غير ذلك ، وانسلاله هو النفخ ، ومعنى قوله" وقد فتر" يريد إذا ضعف وما يخرج في الظاء والذال والزاي من بين الثنايا يخرج في الضاد من بين الأضراس.
قال : " وأما الحروف المهموسة فكلها تقف عندها مع نفخ ، لأنهن يخرجن مع التنفس لا صوت الصدر ، وإنما تنسل معه وبعض العرب أشد نفخا كأنهم الذين يرومون الحركة فلابد من النفخ ، لأن النفس نسمعه كالنفخ".
قال أبو سعيد : ذكر الأربعة الظاء والذال والضاد والزاي لأنها من الحروف المجهورة ومثلها في النفخ جميع الحروف المهموسة ، فأجملها وهي عشرة أحرف السين والشين والصاد والحاء والخاء والثاء والكاف والفاء والهاء والتاء ، وقد ذكر التاء في حروف القلقلة وهي من الحروف المهموسة ، وقد ذكر لها نفخا.
قال : ومنها حروف مشربة لا تسمع بعدها في الوقف شيئا مما ذكرنا لأنها لم تضغط ضغط القاف ولا تجد منفذا كما وجد في الحروف الأربعة".
يعني في الظاء والذال والضاد والزاي ، وذلك اللام والنون لأنهما ارتفعا عن الثنايا ، فلم يجدا منفذا وكذلك الميم لأنك تضم شفتيك ولا تجافيهما ، يعني لا تجافى شفتيك ، كما جافيت لسانك في الأربعة حيث وجدنا المنفذ ، وكذلك العين والغين والهمزة ، لأنك لو أردت النفخ من مواضعها لم يكن كما لا يكون من مواضع اللام والميم ، وما ذكرت لك من نحوهما ، ولو وضعت لسانك في مواضع الأربعة لاستطعت النفخ ، وكان آخر الصوت حين يفتر نفخا والراء نحو الضاد.
قال : " اعلم أن هذه الحروف التي يسمع معها الصويت والنفخة في الوقف لا يكون فيهن في الوصل إذا سكن ، لأنك لا تنتظر أن ينبو لسانك ولا يفتر الصوت حتى تبتدئ صوتا ، وكذلك المهموس لأنك لا تدع صوت الفم يطول حتى تبتدئ صوتا