اختصاص الآل باخصاء النسل.
وهنا «آل ابراهيم» قد يشمل كافة الأنبياء وسائر المعصومين الابراهيميين ، حيث الكل كانوا من نسل ابراهيم منذ إسماعيل وإسحاق والى خاتم النبيين وعترته المعصومين ، ولا يعنى اختصاص «آل عمران» بعد «آل ابراهيم» إلّا سردا طويلا للعمرانيين : مريم والمسيح (عليهما السلام).
ولقد اختص آل محمد (عليهم السلام) من بين آل ابراهيم بذكر خاص في أخلص دعاءه وأخصه : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ ... رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ...) (٣ : ١٢٩).
ثم اصطفاء آدم (عليه السلام) من براهين رسالته كما (ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ) و (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) تساندان منزلته الرسالية.
وهل يشمل «آل عمران» آلين لعمرانين ، عمران أبي موسى وعمران أبي مريم؟ قد لا يعني إلا الثاني ، إذ لم يأت في القرآن ـ ولا مرة يتيمة ـ ذكر من أبي موسى ، ثم وبينه وبين أبي مريم (١٨٠٠) سنة ، ولا تصح عناية الجنس من عمران ، الخاص بهما ، حيث العبارة الصالحة له «آل عمرانين» والا لشمل آل كل عمران في العالمين.
هذا ـ ولا سيما ان الآية التالية تخص آل عمران أبي مريم : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ ..) فلا دور ـ إذا ـ لآل عمران أبي موسى هنا ، على انه لم يرسل احد من ولد موسى ولا آله إلا هارون (عليه السلام).
ذلك! فلم يكن لذكر محمد وآله (عليهم السلام) هنا دور خاص مهما كانوا هم المدار في كل الأدوار ، فلا موقع ـ إذا ـ لمختلق الأحاديث القائلة ان «آل محمد» أسقطت عن الآية (١) ام ابدل عنها ب «آل فرعون» (٢) وانما
__________________
(١) في المجمع وفي قرائة أهل البيت «وآل محمد على العالمين» وقالوا أيضا : إن آل إبراهيم هم آل ـ