وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) (١٤) أن يتناصروا في سبيل الله والحفاظ على دين الله ، لا أن يشاركوا الله في النصرة الى الله (١).
إن نصرة الله لا تعني إلّا نصرة دين الله ، وأما النصرة مع الله فقد تكون إشراكا بالله (وَ (٢) ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٢٩ : ٢٢) (وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللهِ نَصِيراً) (٤ : ٤٥).
وانما سميت النصارى نصارى لأنهم ـ في ذلك المسرح الحاسم ـ أصبحوا أنصار المسيح إلى الله فهم ـ إذا ـ أنصار الله بنفس المعنى لا أنهم أنصاره مع الله!.
ف (أَنْصارُ اللهِ) هم أنصار الى الله وفي الله ، وليسوا أنصار المسيح أمن سواه مع الله ، وتقدير «مع» غير وارد في الاضافة بتاتا ، فانما المقدر فيه بين «من ـ الى ـ في» والأوسط هو المعني هنا كما تطلبه المسيح (عليه السلام) مهما صحت «في».
وكما تعني (أَنْصارُ اللهِ) أنصارا الى الله ، كذلك تعنيه (آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) فهل انهم بعد أنصار مع الله ، ايمانا مع الله بالله؟ فبمن يؤمن الله والمسيح والأنصار؟!
ف (أَنْصارِي إِلَى اللهِ) و (أَنْصارُ اللهِ) و (آمَنَّا بِاللهِ) تعبيرات ثلاث عما تطلبه المسيح (عليه السلام) منهم في هذه المعركة الصاخبة.
فلقد كانت ضرورة رسولية ورسالية ذلك الاستنصار في بزوغ الدعوة
__________________
(١). راجع تفسير آية الفرقان (٢٨ : ٣١٩ ـ ٣٢١.